في قضاء الحوائج
تعني هذه الحادثة التالية جملة من الحقائق:
نفوذ و اتساع تأثير الامام الجواد عليه السلام و اتساع دائرة الموالين له.
سعي الامام عليه السلام لحل القضايا العالقة و المشكلة لشيعته.
و هي من باب المثال، و الا فقد تقدم في باب قبول شيعته
[ صفحه 88]
جملة من الروايات التي تكشف عن رجوع الموالين له في حل الخلافات التي كانت بين الموالين.
و هذه الحادثة كما يرويها العلامة المجلسي عن كتاب الرواندي في كتاب الخرائج و الجرائح قال: عن رجل من بني حنيفة من أهل بست و سجستان. قال: رافقت أباجعفر في السنة التي حج فيها أول خلافة المعتصم، فقلت له و أنا معه، و هناك جماعة من أولياء السلطان: ان والينا - جعلت فداك - يتولاكم أهل البيت و يحبكم، فان رأيت - جعلت فداك - أن تكتب اليه بالاحسان الي. فقال: لا أعرفه. فقلت: جعلت فداك انه علي ما قلت من محبيكم أهل البيت، و كتابك ينفعني عنده. فأخذ القرطاس و كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
فان موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا، و ان مالك من عملك ما أحسنت فيه، فأحسن الي اخوانك، و اعلم أن الله عزوجل سائلك عن مثاقيل الدر و الخردل.
قال فلما وردت سجستان سبق الخبر الي الحسين بن عبدالله النيسابوري - و هو الوالي - فاستقبلني علي فرسخين من المدينة، فدفعت اليه الكتاب، فقبله و وضعه علي عينيه و قال لي: ما حاجتك. فقال: خراج علي في ديوانك. قال: فأمر بطرحه عني
[ صفحه 89]
و قال: لا تؤد خراجا ما دام لي عمل، ثم سألني عن عيالي، فأخبرته بمبلغهم فأمر لي و لهم بما يقوتنا و فضلا، فما أديت في عمله خراجا ما دام حيا. و لا قطع عن صلته حتي مات. [1] .
[ صفحه 91]
پاورقي
[1] بحارالأنوار، ج 5، ص 87. عن المعجم الفقهي رقم 3.