الكرم و الجود
تميزت شخصية الامام محمد بن علي الرضا عليهماالسلام بخصال الكمال و الفضل. فهو أعجوبة دهره في العلم و الأدب و الفضل، و كان القدوة لأهل زمانه و من اقتفي أثره في الجود و التواضع و قضاء حوائج الناس. و من أشهر ألقابه الجواد. و كل آبائه أجواد، و كل أبنائه أهل جود و كرم، كان كريما سمح العطاء، ذو أياد بيضاء.
تصله عطايا المأمون له و لزوجته أم الفضل في كل عام، و تصل له أموالا طائلة من الحقوق و الوجوه الشرعية و الهدايا. لكنه كان يقنع من عيشه بخبز شعير و ملح في جوار جده الكريم.
«فأين كانت تذهب هذه الأموال؟ يذكر التاريخ أنه خلف ضياعا و أموالا. و هي ما كان الحكام و كتاب التاريخ يحققون عنه لتوظيفه لمصالحهم السياسية و العقائدية». [1] .
[ صفحه 86]
من البديهي أن تقول انه كان يعطي و يتصدق و يجري المعاش و يغني شيعته.
و التاريخ ينقل لنا صورا من ذلك الجود و الكرم، منها:
1- عن محمد بن علي بن حديد الوشاء الكوفي، قال: خرجت مع جماعة حجاجا فقطع علينا الطريق، فلما دخلت المدينة لقيت أباجعفر عليه السلام في بعض الطريق فأتيته الي المنزل فأخبرته بالذي أصابنا.
فأمر عليه السلام لنا بكسوة و دنانير، و قال: فرقها علي أصحابك علي قدر ما ذهب. فقسمتها بينهم، فاذا هي علي قدر ما ذهب منهم لا أقل و لا أكثر. [2] .
2 - و عن محمد بن الفرج قال: ليتني اذا دخلت علي أبي جعفر عليه السلام كساني ثوبين.
فدخلت عليه يشرق و عليه رداء قطواني يلبسه فأخذه و حوله من هذا العاتق غلي العاتق الآخر. ثم انه أخذ من ظهره و بدنه الي آخر ليلبسه خلفه، فقال: احرم فيهما بارك الله لك. [3] .
3- عن محمد بن اسماعيل بن بزيع قال: سألت أباجعفر عليه السلام أن يأمر لي بقميص من قمصه أعده لكفني، فبعث به الي. [4] .
[ صفحه 87]
4- عن علي لن مهزيار قال: رأيت أباجعفر، و كساني جبة خز، و ذكر أنه عليه السلام لبسها علي بدنه، و صلي فيها. [5] .
5- و قال له رجل: أعطني علي قدر مروءتك. فقال عليه السلام: لا يسعني. قال: علي قدري. قال عليه السلام: أما ذا فنعم يا غلام أعطه مائة دينار. [6] .
6- قال منخل بن علي: لقيت محمد بن علي بسر من رأي فسألته النفقة الي بيت المقدس، فأعطاني مائة دينار. [7] .
7- و روي أن حمالا حمله من المدينة الي الكوفة فكلمه في صلته. و قد كان أبوجعفر وصله بأربعمائة دينار. [8] .
پاورقي
[1] الشاكري، الامام الجواد، ص 145.
[2] بحارالأنوار، ج 5، ص 41.
[3] الثاقب في المناقب، ص 514.
[4] رجال الكشي، ص 245.
[5] من لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 170.
[6] كشف الغمة، ج 2، ص 468.
[7] نوادر المعجزات، ص 181.
[8] تحف العقول، ص 457.