بازگشت

الصلاة


أما بحوث الصلاة و فروعها فهي من أوسع أبواب الفقه، و كان من بين تلك



[ صفحه 89]



الفروع التي عرض لها الامام أبوجعفر عليه السلام ما يلي:

1 - روي الصدوق بسنده عن يحيي بن عمران قال: كتبت الي أبي جعفر الثاني عليه السلام في السنجاب [1] ، و الفنك [2] و الخز [3] و قلت: جعلت فداك أحب أن لا تجيبني بالتقية في ذلك، فكتب بخطه الي صل فيها [4] .

و استدل الفقهاء بهذا الخبر و نحوه مما ورد في هذا الموضوع علي جواز الصلاة في جلود هذه الحيوانات، و هناك روايات اخري دالة علي المنع من الصلاة فيها، ولسنا بصدد النظر في ترجيح احدي الطائفتين من هذه الأخبار علي الاخري فان ذلك من شأن الكتب الفقهية الاستدلالية و ليس هذا الكتاب منها.

2 - روي قاسم الصيقل قال: كتبت الي الرضا عليه السلام اني أعمل أغماد السيوف من جلود الحمر الميتة فتصيب ثيابي فاصلي فيها، فكتب الي اتخذ ثوبا لصلاتك، فكتبت الي أبي جعفر عليه السلام كنت كتبت الي أبيك بكذا و كذا فصعب علي ذلك، فصرت أعملها من جلود الوحشية الذكية فكتب الي: كل أعمال البر بالصبر يرحمك الله فان كان ما تعمل وحشيا ذكيا فلا بأس [5] .



[ صفحه 90]



3 - و استدل الفقهاء علي جواز الصلاة بالنعل الطاهرة الذكية بما رواه علي بن مهزيار قال: رأيت أباجعفر عليه السلام صلي حين زالت الشمس يوم التروية ست ركعات خلف المقام و عليه نعلاه لم ينزعهما [6] و روي عبدالله بن رزين أنه رأي أباجعفر الثاني عليه السلام يصلي في مسجد رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم عند بيت فاطمة عليهاالسلام يخلع نعليه، و يصلي و انه رآه في ذلك الموضع الذي كان.

4 - و استند الفقهاء علي جواز مناجاة الله في أثناء الصلاة برواية محمد بن علي بن الحسين عن الامام أبي جعفر عليه السلام قال: لا بأس أن يتكلم الرجل في صلاة الفريضة بكل شي يناجي به ربه عزوجل [7] .

هذه بعض الأخبار التي أثرت عن الامام أبي جعفر عليه السلام في الصلاة.


پاورقي

[1] السنجاب: حيوان علي حد اليربوع أكبر من الفأرة شعره في غاية النعومة يتخذ من جلده الفراء يلبسه المتنعمون، و هو شديد الختل ان أبصر الانسان صعد الي الشجرة العالية، و هو كثير في بلاد الصقالبة و أحسن جلوده الأزرق، جاء ذلك في مجمع البحرين.

[2] الفنك: دويبة برية يؤخذ منها الفرو، يقال: ان فروها أطيب من جميع أنواع الفراء، جاء ذلك في مجمع البحرين.

[3] الخز: دابة من دواب الماء تمشي علي أربع تشبه الثعلب، ترعي في البر، و تنزل في البحر، لها و بر يعمل منه الثياب، تعيش في الماء، جاء ذلك في مجمع البحرين.

[4] وسائل الشيعة 3: 253.

[5] وسائل الشيعة 3: 489.

[6] وسائل الشيعة 3: 303.

[7] وسائل الشيعة 7: 263.