بازگشت

كرمه


كان الامام أبوجعفر عليه السلام من أندي الناس كفا و أكثرهم سخاء، و قد لقب بالجود لكثرة كرمه و معروفه و احسانه الي الناس و قد ذكر المؤرخون بوادر كثيرة من



[ صفحه 71]



كرمه كان منها ما يلي:

1 - روي المؤرخون أن أحمد بن حديد قد خرج مع جماعة من أصحابه الي الحج، فهجم عليهم جماعة من السراق و نهبوا ما عندهم من أموال و متاع، و لما انتهوا الي يثرب انطلق أحمد الي الامام محمد الجواد و أخبره بما جري عليهم فأمر عليه السلام له بكسوة و أعطاه دنانير ليفرقها علي جماعته، و كانت بقدر ما نهب منهم [1] . لقد أنقذهم الامام من المحنة و رد لهم ما سلب منهم.

2 - روي العتبي عن بعض العلويين انه كان يهوي جارية في يثرب، و كانت يده قاصرة عن ثمنها فشكا ذلك الي الامام الجواد عليه السلام فسأله عن صاحبها فأخبره عنه، و لما كان بعد أيام سأل العلوي عن الجارية فقيل له: قد بيعت و سأل عن المشتري لها، فقالوا له: لا ندري، و كان الامام الجواد قد اشتراها سرا ففزع العلوي، نحو الامام، و قد رفع صوته.

«بيعت فلانة».

فقابله الامام ببسمات فياضة بالبشر قائلا:

«هل تدري من اشتراها».

«لا».

و انطلق معه الامام الي الضيعة التي فيها الجارية، فانتهي الي البيت الذي فيه الجارية، فأمره عليه السلام بالدخول الي الدار فأبي العلوي لأنها دار الغير و لم يعلم أن الامام قد اشتراها، و أصر عليه الامام بالدخول، و لم يلتفت الي أنها ملك الامام، ثم انه دخل الدار مع الامام فلما رأي الجارية التي يهواها، قال عليه السلام له:

أتعرفها؟



[ صفحه 72]



نعم.

هي لك، و القصر و الضيعة، و الغلة و جميع ما في القصر، فأقم مع الجارية.

و ملأ الفرح قلب العلوي و حار في شكر الامام [2] .

هذه بعض البوادر التي ذكرها المؤرخون من كرمه و بره بالفقراء و المستضعفين و يقول الرواة: ان كرم الامام و معروفه قد شمل حتي الحيوانات فقد روي محمد بن الوليد الكرماني قال: أكلت بين يدي أبي جعفر الثاني عليه السلام حتي اذا فرغت و رفع الخوان ذهب الغلام ليرفع ما وقع من فتات الطعام فقال عليه السلام له: ما كان في الصحراء فدعه و لو فخذ شاة، و ما كان في البيت فتتبعه و القطه [3] لقد أمره عليه السلام بترك الطعام الذي في الصحراء ليتناوله الطير و سائر الحيوانات التي ليس عندها طعام.


پاورقي

[1] الوافي بالوفيات 4: 105، بحارالأنوار 12: 109.

[2] مرآة الزمان: 6، ورقة 105 من مصورات مكتبة الامام أميرالمؤمنين.

[3] وسائل الشيعة 6: 499.