بازگشت

العلم


و لا بد أن تتوفر في الامام الصفات الرفيعة، و المثل الكريمة، و من بينها ما يلي:

و تجمع الشيعة علي أن الامام لا يدانيه أحد في سعة علومه و معارفه و أنه لا بد أن يكون أعلم أهل زمانه، و أدراهم بشؤون الشريعة و أحكام الدين، و الاحاطة بالنواحي السياسية و الادارية و غير ذلك مما يحتاج اليه الناس، أما الأدلة علي ذلك فهي متوفرة لا يتمكن أحد أن ينكرها أو يخفيها فالامام أميرالمؤمنين سيد العترة الطاهرة هو الذي فتق أبوابا من العلوم بلغت - فيما يقول العقاد - اثنين و ثلاثين علما، و هو الذي أخبر عن التقدم التكنلوجي الذي يظهر علي مسرح الحياة، فقد قال عليه السلام:



[ صفحه 66]



يأتي زمان علي الناس يري من في المشرق من في المغرب، و من في المغرب يري من في المشرق، و قال عليه السلام: يأتي زمان علي الناس يسمع من في المشرق من في المغرب و من في المغرب يسمع من في المشرق، و تحقق ذاك بظهور جهاز التلفزيون و الراديو، و قال عليه السلام: يأتي زمان علي الناس يسير فيه الحديد، و تحقق ذلك بظهور القطار و السيارات و غيرهما، و أمثال هذه الامور التي أخبر عنها، يجدها المتتبع في الكتب التي تبحث عن هذه الامور كالغيبة للشيخ الطوسي و بعض أجزاء البحار، و غيرهما مما الف في هذا الموضوع.

أما الامام الصادق عليه السلام معجزة العلم و الفكر في الأرض، فقد أخبر عن تلوث الفضاء و البحار، و ما ينجم عنهما من الأضرار البالغة للانسان كما أخبر عن وجود الحياة في بعض الكواكب، و هو الذي وضع قواعد التشريح، و خصوصية أعضاء الانسان و العجائب التي في بدنه و التي منها الأجهزة المذهلة، و قد عرض لذلك كتابه المسمي بتوحيد المفضل و يعتبر المؤسس الأول لعلوم الفيزياء و الكيمياء، فقد وضع اصولها علي يد تلميذه جابر بن حيان مفخرة الشرق، و رائد التطور البشري في الأرض.

و قد دلل الجواد علي ما تذهب اليه الشيعة في الامامة، فقد كان و هو في سنه المبكر قد خاض مختلف العلوم و سأله العلماء و الفقهاء عن كل شي ء فأجاب عنه، مما أوجب انتشارالتشيع في ذلك العصر و ذهاب أكثر العلماء الي القول بالامامة.

لقد احتف بالامام الجواد و هو ابن سبع سنين و أشهر العلماء و الفقهاء و الرواة و هم ينتهلون من نمير علومه، و قد رووا عنه الكثير من المسائل الفلسفية و الكلامية، و يعتبر ذلك من أوثق الأدلة علي ما تذهب اليه الشيعة في الامامة.