بازگشت

حيرة الشيعة


و تحيرت الشيعة كأشد ما تكون الحيرة في شؤون الامامة بعد وفاة الامام الرضا عليه السلام، فقد كان سن الامام الجواد ست سنين و أشهر [1] مما أدي الي اضطراب بعضهم و وقوع النزاع في صفوفهم فقد رأي بعضهم أن من كان بهذا السن لا يكون اماما، و ان الامامة لابد أن يتقلدها الرجل الكبير، و اجتمع فريق من الشيعة في بيت من بيوتهم، و كان من بينهم الريان بن الصلت، و يونس، و صفوان بن يحيي، و محمد بن حكيم و عبدالرحمن بن الحجاج، و خاضوا مسألة فجعلوا يبكون فقال لهم يونس: دعوا البكاء حتي يكبر هذا الصبي - يعني الامام الجواد - فرد عليه الريان بن الصلت قائلا:

«ان كان أمر من الله جل و علا، فابن يومين مثل ابن مائة سنة، و ان لم يكن من عند الله فلو عمر الواحد من الناس خمسة آلاف سنة ما كان يأتي بمثل ما يأتي به السادة أو بعضه، و هذا مما ينبغي أن ينظر فيه..» [2] .

و كان هذا هو الجواب الحاسم المركز علي الواقع المشرق الذي تذهب اليه



[ صفحه 58]



الشيعة الامامية من أن كبر السن و صغره لا مدخلية لهما في الترشيح لمنصب الامامة الذي يضارع منصب النبوة في أكثر خصوصياته، فان أمرهما بيدالله تعالي فهو الذي يهبهما لمن يختار من عباده.


پاورقي

[1] في كثير من المصادر أن عمر الامام الجواد كان سبع سنين و أشهر.

[2] دلائل الامامة: 250، فرق الشيعة: 59.