بازگشت

ارغام الامام علي ولاية العهد


و أرغم المأمون الامام الرضا عليه السلام علي قبول ولاية العهد، و أكرهه علي ذلك فهدده بالقتل ان لم يستجب له، أما الأسباب التي دعته الي هذا الاجراء فهي:

أولا: النزاع الذي كان بينه و بين أخيه، مما أدي الي اندلاع نار الحرب بينهما و انضمام معظم الاسرة العباسية الي الأمين الذي كان أحب اليهم من المأمون، فأراد تقوية مركزه السياسي، و بسط نفوذه، فعقد ولاية العهد الي زعيم العلويين و سيدهم الامام الرضا عليه السلام الذي يكن له المسلمون أعظم الولاء و التقدير، و يرون في شخصيته



[ صفحه 44]



امتدادا لشخصية جده الرسول صلي الله عليه و اله و سلم.

ثانيا: ثورة أبي السرايا.

ثالثا: تصاعد المد الشيعي الذي أخذ بالاتساع، فشمل أغلب أنحاء الدولة، فأراد المأمون بعهده للامام عليه السلام أن يتخلص من حركات الشيعة كما يقول ابن خلدون [1] .

هذه بعض الأسباب التي دفعت المأمون الي عقده لولاية العهد للامام الرضا عليه السلام و كان علي علم بأنها صورية لا واقع لها، و مما يدلل علي ذلك أنه شرط عليه «أن لا يولي أحدا، و لا يعزل أحدا، و لا ينقض رسما و لا يغير شيئا مما هو قائم، و يكون في الأمر مشيرا من بعيد» [2] و من الطبيعي أنه لو كان يعلم بصحة نية المأمون، و سلامة اتجاهه لما وقف هذا الموقف السلبي من حكومته، و تعاون معه في جميع المجالات.


پاورقي

[1] تاريخ ابن خلدون 4: 9.

[2] عيون أخبار الرضا (ع) 2: 147.