بازگشت

المهنئون بزواجه


و وفد جماعة من أعيان بغداد و غيره علي الامام و هم يهنئونه بزواجه، و يبدون أفراحهم بهذه المناسبة، و كان ممن وفد عليه محمد بن علي الهاشمي و لنستمع الي حديثه، قال: دخلت علي أبي جعفر صبيحة عرسه بابنة المأمون، و كنت تناولت من أول الليل دواءا فأصابني العطش، و كرهت أن ادعو بالماء، فنظر أبوجعفر في وجهي، و قال: أراك عطشانا؟ قلت: أجل، قال: يا غلام اسقنا ماءا فقلت في نفسي: الساعة يأتون بماء مسموم، و اغتممت لذلك، فأقبل الغلام و معه الماء، فتبسم في وجهي، ثم قال: يا غلام ناولني الماء فتناوله و شرب، ثم ناولني فشربت و أطلت عنده، و عطشت فدعا بالماء، و فعل كما فعل بالمرة الاولي، و خرجت من عنده و أنا أقول: أظن أن أباجعفر يعلم ما في النفوس كما تقول الرافضة [1] .

لقد خاف محمد علي الامام أبي جعفر عليه السلام من العباسيين أن يغتالوه بالسم



[ صفحه 248]



و لا تمنعهم مصاهرتهم له لأنها لم تكن عن حسن نية.

و ممن وفد علي الامام عليه السلام مهنئا أبوهاشم الجعفري، فقد قال له: «لقد عظمت علينا بركة هذا اليوم - أي يوم زواج الامام -». ورد عليه الامام قائلا:

«يا أباهاشم عظمت بركات الله علينا فيه..».

لقد أسند أبوهاشم عظمة البركة الي اليوم الذي تزوج فيه الامام و الحال ليس كذلك فان الأيام لا توجد البركة و انما يوجدها الله خالق الكون و واهب الحياة.. و شعر أبوهاشم ان كلامه لا يخلو من زحاف فقال للامام:

«يا مولاي فما أقول في اليوم؟».

«تقول: فيه خيرا فانه يصيبك».

«يا مولاي افعل هذا و لا اخالفه».

ان الأيام ليس فيها بركة أو خير علي الانسان، و انما ذلك بيد الله تعالي فهو الذي يفيضه علي من يشاء من عباده، و قد قال له الامام:

«اذا ترشد و لا تري الا خيرا».


پاورقي

[1] بحارالأنوار 12: 112.