احتفاف الجماهير بالامام
و احيط الامام الجواد أثناء اقامته في بغداد بهالة من التكريم و التعظيم و التفت حوله الجماهير فقد رأت فيه امتدادا ذاتيا لآبائه الطاهرين الذين أضاؤا الحياة بجوهر الاسلام و واقع الايمان، فكان الامام اذا سار في الشارع اصطفت له المارة و علا منها التكبير و التهليل، و هي ترفع صوتها عاليا:
» هذا ابن الامام الرضا».
[ صفحه 246]
و قد حدث عن مظاهر ذلك التكريم القاسم بن عبدالرحمن، و كان زيديا، قال: خرجت الي بغداد، فرأيت الناس يتشوفون و يقفون، فقلت: ما هذا؟ قالوا: ابن الرضا، فقلت: والله لأنظر اليه، فطلع، و كان راكبا علي بغل أو بغلة، فلعنت أصحاب الامامة اذ يقولون: ان الله افترض طاعة هذا، و بصر بي الامام فعدل الي، و قال: يا قاسم بن عبدالرحمن «أبشرا واحدا نتبعه انا اذا لفي ضلال و سعر» و ذهلت لما عرف نيتي، و قلت بامامته [1] .
پاورقي
[1] اثبات الهداة 6: 19.