بازگشت

الامام يسأل يحيي


و طلب المأمون من الامام الجواد عليه السلام أن يوجه سؤالا الي يحيي بن أكثم فأجابه الامام عليه السلام الي ذلك و التفت الي يحيي فقال له:

«اسألك؟...».

فأجابه يحيي بتأدب:

«ذاك اليك، جعلت فداك، فان عرفت جواب ما تسألني عنه، و الا استفدت منك».

فقدم له الامام سؤالا شبيها باللغز و ذلك لمصلحة تقتضيها الظروف التي هو فيها، و التي كان منها اظهار فضله أمام العباسيين الذين جحدوا فضله و فضل آبائه،



[ صفحه 244]



قال عليه السلام:

«أخبرني عن رجل نظر الي امرأة في أول النهار فكان نظره اليها حراما عليه،فلما ارتفع النهار حلت له، فلما زالت الشمس حرمت عليه، فلما كان وقت العصر حلت له، فلما غربت الشمس حرمت عليه، فلما دخلت عليها وقت العشاء الآخرة حلت له، فلما كان انتصاف الليل حرمت عليه، فلما طلع الفجر حلت له، ما حال هذه المرأة؟ و بماذا حلت له؟ و حرمت عليه؟

و بهر يحيي، و حار في الجواب، و التفت الي الامام قائلا:

«و الله ما اهتدي الي جواب هذا السؤال، و لا أعرف الوجه فيه، فان رأيت أن تفيدنا فيه؟..».

و أخذ الامام في تحليل المسألة قائلا:

«هذه أمة لرجل من الناس نظر اليها أجنبي في أول النهار فكان نظره اليها حراما عليه، فلما ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلت له، فلما كان عند الظهر اعتقها فحرمت عليه، فلما كان وقت العصر تزوجها فحلت له، فلما كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه، فلما كان وقت العشاء الآخرة كفر عن الظهار فحلت له، فلما كان في نصف الليل طلقها واحدة فحرمت عليه، فلما كان عند الفجر راجعها فحلت له..».

و ذهل الحاضرون من علم الامام عليه السلام - و هو بهذا السن - و أقبل المأمون علي اسرته قائلا:

«هل فيكم أحد يجيب عن المسألة بمثل هذا الجواب، أو يطرق القول فيما تقدم من السؤال؟..».

فانبروا جميعا قائلين:



[ صفحه 245]



«لا والله ان أميرالمؤمنين أعلم بما رأي..» [1] .

لقد آمنوا بفضل الامام بعد ما رأوه قد خاض مع يحيي أعقد المسائل و أدقها، و لم يهتد المأمون و لا يحيي الي الاجابة عنها.


پاورقي

[1] الارشاد: 363.