بازگشت

خطبة العقد


و بعد ما أفحم يحيي بن أكثم، و ظهر عليه العجز، و بان لحضار الحفل فضل الامام أبي جعفر عليه السلام و تقدمه في العلم علي غيره - مع صغر سنه - التفت اليه المأمون فقال له:

«أتخطب يا أباجعفر؟..».

و أظهر الامام عليه السلام الرضا بذلك، فأسرع المأمون قائلا:

«اخطب - جعلت فداك - لنفسك فقد رضيتك، و أنا مزوجك ام الفضل ابنتي،



[ صفحه 240]



و ان رغم قوم لذلك..».

و انبري الامام فأنشأ خطبة العقد قائلا:

«الحمد لله اقرارا بنعمته، و لا اله الا الله اخلاصا لوحدانيته، و صلي الله علي سيد بريته، و الأصفياء من عترته، أما بعد: فقد كان من فضل الله علي الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام، فقال سبحانه: «و انكحوا الأيامي منكم و الصالحين من عبادكم و امائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم».

ثم ان محمد بن علي بن موسي يخطب ام الفضل بنت عبدالله المأمون و قد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و اله و سلم خمسمائة درهم جيادا فهل زوجتني يا أميرالمؤمنين علي هذا الصداق؟..».

و انبري المأمون بحسب وكالته عن ابنته أو ولايته عليها فيما اذا كانت صغيرة، فقال:

«نعم قد زوجتك يا أباجعفر علي هذا الصداق المذكور، فهل قبلت النكاح؟».

قال الامام عليه السلام: قد قبلت ذلك و رضيت به [1] و أمر المأمون الناس علي اختلاف مراتبهم بالجلوس و عدم التفرق من المجلس، قال الريان: و لم نلبث أن سمعنا أصوات الملاحين في محاوراتهم، فاذا الخدم يجرون سفينة قد صنعت من الفضة قد شدت بحبال من الابريسم، و هي مملوءة من الغالية، فأمر المأمون - أولا - بأن تخضب لحاء الخاصة، و بعدهم العامة و تطيب الجميع، ثم وضعت الموائد فأكل الناس منها [2] .



[ صفحه 241]




پاورقي

[1] الارشاد: 362 - 361. وسائل الشيعة 8: 115.

[2] الارشاد: 362.