بازگشت

اول التقاء


و جري أول التقاء بين الامام أبي جعفر عليه السلام و المأمون في بغداد، حينما كان المأمون خارجا مع حاشيته في موكب الي الصيد فاجتاز في الطريق علي صبية فلما رؤوه انهزموا خوفا منه سوي الامام الجواد، فبصر به المأمون فوقف يسأله عن عدم فراره، فأجابه عليه السلام بحكمة و تدبر:

«ليس في الطريق ضيق حتي اوسعه لك، و ليس لي جرم فأخشاك منه، و الظن بك حسن انك لا تضر من لا ذنب له..».

و بهر المأمون من هذا المنطق الفياض فراح يسأله:

ما أسمك؟

محمد.

ابن من؟

ابن علي الرضا.

و لم يستكثر عليه المأمون هذا الذكاء المفرط، فهو من أهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مركز الوعي، و الاحساس في الأرض، و ترحم المأمون علي الامام الرضا عليه السلام و انطلق في مسيرته نحو البيداء للصيد، و لما انتهي الي موضع الصيد أرسل بازيا كان معه فغاب عنه، و بعد فترة عاد و في منقاره سمكة صغيرة فيها بقايا الحياة، فتعجب المأمون و قفل راجعا الي بلاطه، و التقي بالامام الجواد عليه السلام، و بادره المأمون قائلا:



[ صفحه 227]



«يا محمد ما في يدي؟..».

فأجابه الامام:

«ان الله تعالي خلق في بحر قدرته سمكا صغيرا تصيده بازات الملوك و الخلفاء، كي يختبروا بها سلالة بني المصطفي..».

و لم يملك المأمون اعجابه بالامام فراح يقول:

«أنت ابن الرضا حقا!!».

و أخذه معه، و أحسن اليه، و بالغ في اكرامه [1] و كان هذا الاجتماع أول التقاء بين الامام و المأمون.


پاورقي

[1] نور الأبصار: 146، أخبار الدول: 116، الاتحاف بحب الأشراف: 64. بحر الأنساب 2: 19 (من مصورات مكتبة الامام أميرالمؤمنين).