بازگشت

في عصر المأمون


عاش الامام أبوجعفر محمد الجواد عليه السلام معظم حياته في عهد المأمون، و لم يلبث بعده الا قليلا حتي وافاه الأجل المحتوم.. و يري بعض المؤرخين أن المأمون كان يكن له أعظم الود و خالص الحب، فزوجه من ابنته ام الفضل، و وفر له العطاء الجزيل، و كان يحوطه، و يحميه و يخشي عليه عوادي الدهر، و يضن به علي المكروه، و كان يصرح أنه يبغي بذلك الأجر من الله، و صلة الرحمة التي قطعها آباؤه، و فيما أحسب أن ذلك التكريم لم يكن عن ايمان بالامام أو اخلاص له، و انما كان لدوافع سياسية، نعرض لها في البحوث الآتية.

و علي أي حال فلابد لنا من وقفة قصيرة لدراسة حياة المأمون، و الوقوف علي اتجاهاته الفكرية و العقائدية، و النظر فيما صدر منه من تكريم للامام عليه السلام فان ذلك مما يرتبط ارتباطا موضوعيا في البحث عن حياة الامام أبي جعفر عليه السلام، و فيما يلي ذلك: