علمه
كان الامام عليه السلام أعلم أهل زمانه و أفضلهم، و أدراهم بشؤون الشريعة و أحكام الدين، و قد تحدث عبدالسلام الهروي و هو ممن رافق الامام عن سعة علمه عليه السلام فقال:
«ما رأيت أعلم من علي بن موسي الرضا، و لا رآه عالم الا شهد له بمثل شهادتي، و لقد جمع المأمون في مجالس له عددا من علماء الأديان، و فقهاء الشريعة، و المتكلمين فغلبهم عن آخرهم، حتي ما بقي منهم أحد الا أقر له بالفضل، و أقر له علي نفسه بالقصور، و لقد سمعته يقول: كنت أجلس في «الروضة» و العلماء بالمدينة متوافرون فاذا دعي الواحد منهم عن مسألة أشاروا الي بأجمعهم و بعثوا الي المسألة فاجيب عنها..» [1] .
[ صفحه 40]
و قال ابراهيم بن العباس:
«ما رأيت الرضا يسأل عن شي ء قط الا علم، و لا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان الأول الي وقته و عصره، و كان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شي ء فيجيب فيه، و كان كلامه و جوابه و تمثله انتزاعات من القرآن، و كان يختمه في كل ثلاثة أيام و يقول: لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاثة لختمته، ولكن ما مررت بآية قط الا فكرت فيها، و في أي شي ء نزلت و في أي وقت فلذلك صرت أختمه في كل ثلاثة أيام..» [2] .
لقد كان الامام الرضا عليه السلام من عمالقة الفكر و العلم في الاسلام، و هو ممن صنع للمسلمين حياتهم العلمية و الثقافية، و التحدث عن قدراته العلمية يستدعي دراسة خاصة و مطولة عسي أن نوفق لها ان شاءالله.
پاورقي
[1] كشف الغمة 3: 107.
[2] عيون أخبار الرضا (ع) 2: 180.