بازگشت

اقتناء الجواري


و بدل أن يتجه ملوك بني العباس الي الصلاح البلاد و تنميتها الاقتصادية فقد اتجهوا بنهم و جشع الي اقتناء الجواري، و المغالاة في شرائها، فقد جلبت الي بغداد الجواري الملاح من جميع أطراف الدنيا، فكان فيهن الحبشيات، و الروميات، و الجرجيات، و الشركسيات، و العربيات من مولدات المدينة و الطائف و اليمامة و مصر ذوات الألسنة العذبة، و الجواب الحاضر، و كان بينهن الغانيات اللاتي يعزفن بما عليهن من اللباس الفاخر و ما يتخذن من العصائب التي ينظمنها بالدر و الجواهر،



[ صفحه 211]



و يكتبن عليهن بصفائح الذهب [1] و قد كان عند الرشيد زهاء ألفي جارية، و عند المتوكل أربعة آلاف جارية [2] و قد زار الرشيد في يوم فراغه البرامكة فلما أراد الانصراف خرجت جواريهم فاصطففن مثل العساكر صفين صفين، و غنين و ضربن بالعود و نقرن علي الدفوف الي أن طلع مقاصير القصر [3] و كان عند والدة جعفر البرمكي مائة وصيفة لباس كل واحدة منهن و حليها غير لبوس الاخري و حليها [4] لقد كان اقتناء الجواري بهذه الكثرة من نتائج وفرة المال و كثرته عند هذه الطبقة الرأسمالية التي حارت في كيفية صرف ما عندها من الأموال.


پاورقي

[1] حضارة الاسلام: 98.

[2] الأغاني 9 / 88.

[3] حضارة الاسلام في دار السلام: 96.

[4] الجهشياري: 246.