بازگشت

زهده


و زهد الامام الرضا عليه السلام في جميع رغائب الحياة، و مباهج الدنيا، و اتجه صوب الله تعالي، و حينما تقلد ولاية العهد لم يحفل بأي مظهر من مظاهر السلطة و لم يقم لها أي وزن، و قد اعتبر مشي الرجال خلف الرجل فتنة للتابع، و مذلة للمتبوع فلم يرغب في موكب رسمي و كان من أبغض الأشياء و أشدها كراهية عنده أن يقابل بما يقابل به الملوك و الخلفاء من مظاهر العظمة و الابهة، و قد تحدث عن زهده محمد بن عباد قال: كان جلوس الرضا عليه السلام علي حصيرة في الصيف و علي مسح [1] في الشتاء و لباسه الغليظ من الثياب حتي اذا برز للناس تزيأ [2] و يقول الرواة انه ألتقي به سفيان الثوري، و كان الامام قد لبس ثوبا من خز، فأنكر عليه الثوري ذلك و قال له: لو لبست ثوبا أدني من هذا؟ فأخذ الامام يده برفق و أدخلها كمه، فاذا تحت ذلك الثوب مسح، و قال عليه السلام له: «يا سفيان الخز للخلق، و المسح للحق..» [3] .

لقد كان الزهد في الدنيا من أبرز الذاتيات في خلق أهل البيت عليهم السلام فقد اتصلوا بالله، و انقطعوا اليه، و رأوا أن غيره زخرف لا يوصل الي الحق.


پاورقي

[1] المسح: الكساء من الشعر.

[2] عيون أخبار الرضا (ع) 2: 178، المناقب4: 360.

[3] المناقب 4: 360.