الكوفة
و تأتي الكوفة بعد يثرب في الأهمية، فقد كان الجامع الأعظم من أهم المعاهد، و المدارس الاسلامية، فقد انتشرت فيه الحلقات الدراسية، و كان الطابع العام للدراسة هي العلوم الاسلامية من الفقه و التفسير و الحديث و غيرها.
و كانت الكوفة علوية الرأي، فقد عنت مدرستها بعلوم أهل البيت عليهم السلام و قد حدث الحسن بن علي الوشاء فقال: أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة -
[ صفحه 181]
تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد [1] و من أهم الاسر العلمية التي درست في ذلك الجامع هي آل حيان التغلبي و آل أعين، و بنو عطية و بيت بني دراج و غيرهم [2] .
و لم يكن الفقه وحده هو السائد في مدرسة الكوفة، و انما كان النحو سائدا أيضا، فقد انشأت في الكوفة مدرسة النحويين، و كان من أعلامها البارزين: الكسائي الذي عهد اليه الرشيد بتعليم ابنيه الأمين و المأمون، و من الجدير بالذكر ان هذا العلم الذي يصون اللسان عن الخطأ قد اخترعه الامام أميرالمؤمنين عليه السلام فهو الذي وضع قواعده و اصوله.
پاورقي
[1] حياة الامام موسي بن جعفر 1: 82.
[2] تاريخ الاسلام 2: 338.