بازگشت

علي بن مهزيار


من ألمع أصحاب الامام الجواد عليه السلام، و من مشاهير علماء عصره فضلا و تقوي و نلمح الي بعض شؤونه:

1 - اسلامه:

كان علي بن مهزيار ينتحل دين المسيحية فهداه الله الي الايمان فأسلم و أخلص في اسلامه كأشد ما يكون الاخلاص [1] .

2 - عبادته:

و لم ير مثل علي بن مهزيار في طاعته و تقواه، و بلغ من عبادته انه اذا طلعت الشمس سجد لله فلا يرفع رأسه من السجود حتي يدعو لألف رجل من اخوانه بمثل ما دعي لنفسه، و كان علي جبهته مثل ركبة البعير [2] من كثرة السجود لله.

3 - وثاقته في الرواية:

و أجمع المترجمون له علي وثاقته في الرواية فقد قال النجاشي: «كان ثقة في روايته لا يطعن عليه» [3] .



[ صفحه 157]



4 - مؤلفاته:

و ألف مجموعة من الكتب تدل علي سعة علومه و معارفه، و من بينها: كتاب «الوضوء» كتاب «الصلاة» كتاب «الزكاة» كتاب «الصوم» كتاب «الحج» «كتاب «الطلاق» كتاب «الحدود» كتاب «الديات» كتاب «التفسير» كتاب «الفضائل» كتاب «العتق و التدبير» كتاب «المكاسب» كتاب «المثالب» كتاب «الدعاء» كتاب «التجمل و المروة» كتاب «المزار» كتاب «الرد علي الغلاة» كتاب «الوصايا» كتاب «المواريث» كتاب «الخمس» كتاب «الشهادات» كتاب «فضائل المؤمنين و برهم» كتاب «الملاحم» كتاب «التقية» كتاب «الصيد و الذبائح» كتاب «الزهد» كتاب «الأشربة» كتاب «النذور و الايمان و الكفارات» كتاب «الحروف» كتاب «القائم» كتاب «البشارات» كتاب «الأنبياء» كتاب «النوادر» «رسائل علي بن أسباط» [4] و معظم هذه المؤلفات حسب أسمائها من الفقه، و هي تدل علي أنه من كبار الفقهاء في الاسلام.

5 - رسائل الامام الجواد له:

و بعث الامام الجواد عليه السلام الي علي بن مهزيار عدة رسائل، و هي تكشف عن عظيم صلته بالامام عليه السلام و سمو منزلته و مكانته عنده و من بين هذه الرسائل:

أ - من رسائل الامام الجواد عليه السلام اليه هذه الرسالة، و قد جاء فيها بعد البسملة: «قد وصل الي كتابك، و فهمت ما ذكرت فيه، و قد ملأتني سرورا، فسرك الله، و أنا أرجو من الكافي الدافع أن يكفيك كيد كل كائد ان شاء الله تعالي..» [5] .

و دلت هذه الرسالة علي قيام علي بن مهزيار بخدمة الامام عليه السلام و قد ملأت قلبه



[ صفحه 158]



الشريف فرحا و سرورا فراح يدعو له بأن يجزل له الله المزيد من الثواب و الأجر.

ب - جاء في رسالة اخري للامام عليه السلام اليه: «قد فهمت ما ذكرت من أمر القميين خلصهم الله، و فرج عنهم ، و سررتني بما ذكرت من ذلك، و لم تزل له تفعل سرك الله بالجنة، و رضي عنك، برضائي عنك، و أنا أرجو من الله العفو و الرأفة، و أقول: حسبنا الله و نعم الوكيل» [6] .

و كشفت هذه الرسالة عن انقاذ علي للقميين من محنة كانوا فيها مما أوجب سرور الامام و دعائه له بالفوز بالفردوس الأعلي مقر الأنبياء و الصالحين.

ج - و من رسائل الامام اليه: «فأشخص الي منزلك صيرك الله الي خير منزل في دنياك و آخرتك..» [7] .

لقد أمره الامام عليه السلام بالشخوص الي منزله بعد ما أدي ما عليه من الخدمة للامام عليه السلام.

د - و جاء في رسالة اخري للامام الي علي بن مهزيار ما نصه:

«و أسأل الله أن يحفظك من بين يديك، و من خلفك، و في كل حالاتك فابشر فاني أرجو أن يدفع الله عنك، و اسأل الله أن يجعل لك الخيرة فيما عزم لك به عليه من الشخوص في يوم الأحد، فأخر ذلك الي يوم الاثنين ان شاءالله، صحبك الله في سفرك، و خلفك في أهلك، و أدي عنك أمانتك، و سلمت بقدرته..» [8] .

لقد دعا الامام عليه السلام بأحر الدعاء الي علي، و طلب منه تأجيل السفر من يوم الأحد الي يوم الاثنين، و ذلك لما فيه من المصلحة التي تقضي بذلك.

هـ - و كتب علي الي الامام الجواد عليه السلام رسالة يسأله التوسعة عليه و تحليله لما في يده من مال للامام فأجابه عليه السلام:



[ صفحه 159]



«وسع الله عليك، و لمن سألت له التوسعة في أهلك و أهل بيتك، ولك يا علي عندي أكثر من التوسعة، و أنا أسأل الله أن يصحبك بالتوسعة و العافية، و يقدمك علي العافية، و يسترك بالعافية انه سميع الدعاء» [9] .

و قد أجاز الامام عليه السلام بما طلبه من المال و دعا له بأخلص الدعاء.

و - و كتب علي بن مهزيار الي الامام عليه السلام رسالة يطلب فيها الدعاء له فأجابه عليه السلام:

«و أما ما سألت من الدعاء فانك بعد لست تدري كيف جعلك الله عندي و ربما سميتك باسمك و نسبك، مع كثرة عنايتي بك، و محبتي لك و معرفتي بما أنت عليه فأدام الله لك أفضل ما رزقك من ذلك و رضي عنك، و بلغك أفضل نيتك، و أنزلك الفردوس الأعلي برحمته انه سميع الدعاء حفظك الله و تولاك، و دفع عنك السوء برحمته.. و كتبت بخطي» [10] .

لقد احتل علي بن مهزيار قلب الامام عليه السلام بصلاحه و تقواه، و مزيد خدماته له.

ز - و من بين رسائل الامام الي علي هذه الرسالة و قد رواها الحسن بن شمون، و قد جاء فيها بعد البسلمة:

«يا علي أحسن الله جزاك، و أسكنك جنته، و منعك من الخزي في الدنيا و الآخرة، و حشرك الله معنا، يا علي قد بلوتك، و خبرتك في النصيحة، والطاعة، و الخدمة و التوقير، و القيام بما يجب عليك، فلو قلت: اني لم أر مثلك لرجوت أن أكون صادقا، فجزاك الله جنات الفردوس نزلا، و ما خفي علي مقامك، و لا خدمتك في الحر و البرد، و الليل و النهار، فاسأل الله اذا جمع الخلائق للقيامة أن يحبوك برحمة



[ صفحه 160]



تغتبط انه سمع الدعاء..» [11] .

و أعطت هذه الرسالة و غيرها من رسائل الامام عليه السلام الي علي صورة مشرقة عن سمو منزلته و عظيم مكانته عند الامام عليه السلام و انه نسخة لا ثاني لها في تقواه و ورعه، فلم ينسي الامام عليه السلام خدماته و ما أسداه عليه من ألوان البر و المعروف.

6 - طبقته في الحديث:

وقع علي بن مهزيار في اسناد كثير من الروايات تبلغ أربعمائة و ثلاثين موردا.

روي عن الامام أبي جعفر الجواد عليه السلام و أبي الحسن الثالث عليه السلام و عن أبي داود المسترق، و أبي علي بن راشد و ابن أبي عمير و غيرهم [12] و ينتهي بهذا البحث عن سيرة هذا العملاق العظيم الذي وهب حياته لخدمة الامام الجواد عليه السلام حتي أخلص له الامام أعظم الاخلاص، و أحبه كأشد ما يكون الحب.


پاورقي

[1] الكشي: 825، النجاشي: 253.

[2] الكشي 2: 825.

[3] النجاشي: 253.

[4] النجاشي: 253.

[5] الكشي 2: 826.

[6] الكشي 2: 826.

[7] الكشي 2: 826.

[8] الكشي 2: 826.

[9] الكشي 2: 827 - 826.

[10] الكشي 2: 827.

[11] الغيبة: 349.

[12] معجم رجال الحديث 12: 217.