بازگشت

صفوان بن يحيي


البجلي: بياع السابري، عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد عليه السلام كما عده من أصحاب الامام الكاظم عليه السلام و الامام الرضا عليه السلام [1] لقد تربي صفوان علي فكرة أهل البيت عليهم السلام و اقتدي بهم في سلوكه و سار علي هديهم، فكان من عمالقة التقوي والدين في الاسلام، و من ألمع أصحاب الأئمة الطاهرين عليهم السلام في فضائله و علومه، و لا بد من وقفة قصيرة للتحدث عنه.

1 - وثاقته:

و اتفق الرواة و المترجمون علي وثاقته، فقد قال الشيخ: «انه أوثق أهل زمانه عند أهل الحديث» [2] و قال النجاشي: «انه ثقة، ثقة» [3] .

2 - عبادته:

كان صفوان أعبد أهل زمانه فكان يصلي كل يوم و ليلة مائة و خمسين ركعة، و صوم في السنة ثلاثة أشهر، و يخرج زكاة ماله في كل سنة ثلاث مرات [4] .

3 - شدة تحرجه في الدين:

و كان صفوان من أشد الناس في تحرجه للدين، يقول الرواة: ان انسانا كلفه حمل دينارين الي أهله في الكوفة، فقال له: ان جمالي مكراة و أنا أستأذن الاجراء [5] و كان هذا منتهي ما وصل اليه المتقون من التحرج في الدين.

4 - معاهدته مع اخوانه:

و عقد مع بعض اخوانه المتقين معاهدة في بيت الله الحرام تنص علي أن من مات



[ صفحه 150]



منهم فالباقي عليه أن يعمل لصاحبه ما يعمله لنفسه من الخيرات و المبرات، و قد التزموا بذلك، و كان آخر من بقي منهم صفوان فكان كلما يصنعه لنفسه يصنعه لصاحبيه [6] .

5 - عدم حبه للرياسة:

و زهد صفوان في جميع مظاهر هذه الحياة، فقد رفض مظاهر الرياسة و قد قال الامام أبوالحسن عليه السلام: ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاتها بأضر في دين مسلم من حب الرياسة.. ثم قال: لكن صفوان لا يحب الرياسة [7] .

6 - طاعته للأئمة:

و كان صفوان مطيعا للأئمة الطاهرين عليهم السلام لم يخالفهم و لم يشذ عن هديهم في قول و لا فعل، و قد أثني عليه الامام الجواد عليه السلام لهذه الظاهرة فقد روي علي بن الحسين بن داود القمي، قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يذكر صفوان بن يحيي و محمد بن سنان، و قال: رضي الله عنهما برضاي عنهما، فما خالفاني و ما خالفا أبي عليه السلام قط. [8] .

7 - فقاهته:

كان صفوان من أبرز الفقهاء في عصره، روي الكشي بسنده عن الفقيه الكبير محمد بن سنان أنه قال: من كان يريد المعضلات فالي، و من أراد الحلال و الحرام فعليه بالشيخ يعني صفوان بن يحيي [9] .

8 - مؤلفاته:

ألف صفوان ثلاثين كتابا منها كتاب الوضوء، كتاب الصلاة، كتاب الصوم، كتاب الحج، كتاب الزكاة، كتاب النكاح، كتاب الطلاق، كتاب الفرائض، كتاب



[ صفحه 151]



الوصايا، كتاب الشراء و البيع، كتاب العتق و التدبير، كتاب البشارات [10] ، و دلت هذه الكتب الفقهية علي مدي تضلعه و اختصاصه في علم الفقه.

9 - وفاته:

توفي هذا العالم الكبير سنة (210) هـ بالمدينة، و بعث الامام أبوجعفر الجواد عليه السلام بحنوطه و كفنه، و أمر أسماعيل بن موسي بالصلاة عليه [11] و قد واري جثمانه في البقيع، و انتهت بذلك حياته التي وهبها لله و رسوله و لأهل البيت عليهم السلام.


پاورقي

[1] رجال الطوسي: 402.

[2] رجال الطوسي: 402.

[3] النجاشي: 139.

[4] النجاشي: 140.

[5] النجاشي: 140.

[6] النجاشي: 140.

[7] الكشي 2: 793.

[8] الكشي 3: 793.

[9] الكشي 2: 796.

[10] النجاشي: 140.

[11] الكشي 2: 792.