بازگشت

اصحابه و رواة حديثه


و احتف جمهور كبير من العلماء و الرواة بالامام أبي جعفر الجواد عليه السلام و هم يقتبسون من نمير علومه التي ورثها من جده رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و كانوا يدونون أحاديثه و فتاواه و ما يدلي به من روائع الحكم و الآداب، و لهؤلاء الأعلام يرجع الفضل في تدوين ذلك التراث القيم الذي يعد من ذخائر الثروات الفكرية في الاسلام.

لقد عمل أصحاب الأئمة عليهم السلام بوحي من عقيدتهم الدينية التي ألزمتهم بالحفاظ علي أحاديث الأئمة و تدوينها، و التي يرجع اليها فقهاء الشيعة الامامية في استنباطهم للأحكام الشرعية، و لولاها لما كان للشيعة هذا الفقه المتطور العظيم الذي اعترف بأصالته و عمقه جميع رجال الفكر و القانون في العالم.

و الشي ء الذي يدعو الي الاعتزاز و الفخر بأصحاب الأئمة عليهم السلام هو أنهم قد جهدوا علي ملازمة الأئمة و تدوين أحاديثهم في وقت كان من أعسر الأوقات، و أشدها حراجة، و أعظمها ضيقا فقد ضربت الحكومات العباسية الحصار الشديد علي الأئمة و منعت من الاتصال بهم لئلا تتبعهم الجماهير الاسلامية، و قد بلغ من الضيق علي العلماء و الرواة أنهم كانوا لا يستطيعون أن يجهروا باسم أحد الأئمة الذين أخذوا عنه و انما كانوا يلمحون اليه ببعض أوصافه و سماته من دون التصريح باسمه خوفا من قتل أو السجن.

و علي أي حال فنعرض الي ما نعثر عليه من تراجم أصحاب الامام أبي جعفر الجواد عليه السلام لأن ذلك من متممات البحث عن حياته فانه يكشف جانبا أصيلا من



[ صفحه 128]



حياته الفكرية و العلمية، و فيما يلي ذلك: