بازگشت

روائع الحكم و الآداب


للامام أبي جعفر الجواد عليه السلام مجموعة من الكلمات الذهبية التي تعد من مناجم التراث الاسلامي و من أروع الثروات الفكرية في الاسلام، و قد حفلت باصول الحكمة، و قواعد الأخلاق و خلاصة التجارب، و فيما يلي بعضها:

1 - قال عليه السلام: «لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا، و لا يطولن عليكم الأمل فتقسوا قلوبكم، و ارحموا ضعفاءكم، و اطلبوا الرحمة من الله بالرحمة منكم...».

و حفل هذا الحديث بامور بالغة الأهمية، و قد جاء فيه:

أ - النهي عن العجلة و التسرع في الامور قبل أن يتبين حالها، و ذلك لما تجر من



[ صفحه 113]



الندامة و الخسران.

ب - النهي عن طول الأمل لأنه مما يوجب قسوة القلب، و البعد عن الله.

ج - الحث علي رحمة الضعفاء، و الاحسان الي المحرومين، فان ذلك مفتاح لطلب الرحمة من الله.

2 - قال عليه السلام: «ثلاثة يبلغن بالعبد رضوان الله تعالي: كثرة الاستغفار، و لين الجانب، و كثرة الصدقة، و ثلاث من كن فيه لم يندم: ترك العجلة، و المشورة، و التوكل علي الله عند العزم..».

و حفل هذا الحديث بالدعوة لما يقرب الانسان من ربه، فقد حث علي كثرة الاستغفار، و لين الجانب، و كثرة الصدقة، و هذه الخصال يحبها الله، و يبلغ بها العبد رضوانه تعالي كما حفل الحديث بما يسعد به الانسان في هذه الحياة، فقد دعاه الي الاتصاف بهذه الخصال الثلاث و هي:

أ - ترك العجلة، فان العجلة تسبب للانسان كثيرا من المشاكل و الخطوب و قد قيل:



قد يدرك المتأني بعض حاجته

و قد يكون مع المستعجل الزلل



ب - المشورة في الامور، و عدم الاستبداد فيها، فان الانسان كثير ما يخطي ء.

ج - التوكل علي الله تعالي عند العزم علي ما يريد أن يفعله الانسان، و الابتعاد عن التردد الذي يسبب القلق النفسي، و الاضطراب في الشخصية.

3 - قال عليه السلام: «كيف يضيع من الله كافله، و كيف ينجو من الله طالبه؟..».

و في هذا الحديث الشريف دعوة الي الاتصال بالله، و الوثوق بقدرته تعالي فان من المستحيل أن يضيع من يكفله الله، كما ان من المستحيل أن ينجو من كان الله يطلبه.



[ صفحه 114]



4 - قال عليه السلام: «يوم العدل علي الظالم أشبه من يوم الجور علي المظلوم..».

و حذر الامام عليه السلام من الظلم و الاعتداء علي الناس، فان الله تعالي لا بد أن ينتقم من الظالم ان عاجلا أو آجلا، و ان يوم العدل و القصاص الذي يمر عليه يكون شبيها في شدته و قسوته باليوم الذي كان علي المظلوم.

5 - قال عليه السلام: «ما هدم الدين مثل البدع، و لا أزال الوقار مثل الطمع، و بالراعي تصلح الرعية، و بالدعاء تصرف البلية..».

و صورت هذه الكلمات بعض الجوانب الدينية، و الاجتماعية و السياسية، و هي:

أ - البدع التي تلصق بالدين فانها تشوه واقعه، و تلحق به الخسائر لأرصدته الروحية و الفكرية.

ب - الأطماع التي تقضي علي أصالة الشخص، و تجره الي ميادين سحيقة من مجاهل هذه الحياة.

ج - صلاح الراعي مما يوجب صلاح الشعب، و تطوره، و تنميته الفكرية و الاجتماعية.

د - الدعاء الي الله فانه من موجبات صرف البلاء و دفع القضاء.

6 - قال عليه السلام: «اعلموا أن التقوي عز، و ان العلم كنز، و ان الصمت نور».

و لا شك في هذه الحقائق التي أدلي بها الامام العظيم عليه السلام فان تقوي الله عز و شرف للانسان، كما أن العلم من أعظم الكنوز و أثمنها في هذه الحياة، أما الصمت فانه نور لأنه يعود علي صاحبه بأفضل النتائج و يجنبه كثيرا من المشاكل و الخطوب.

7 - قال عليه السلام: «ما استوي رجلان في حسب و دين الا كان أفضلهما عند الله أدبهما.. الي أن قال: بقرائته القرآن كما أنزل، و دعائه الله من حيث لا يلحن، فان الدعاء الملحون لا يصعد الي الله..».



[ صفحه 115]



و أشادت هذه الكلمات بالآداب و جعلتها من مميزات الشخص، و من موجبات القرب الي الله تعالي، كما جعلت من صميم الآداب قراءة القرآن الكريم بعيدا عن اللحن، الذي يوجب كثيرا تشويه المعني و تحريفه كما شجب الامام عليه السلام اللحن و ان الدعاء الملحون لا يصعد الي الله تعالي.

8 - قال عليه السلام: «من شتم اجيب، و من تهور اصيب..».

ما أروع هذه الكلمة التي حكت الواقع الاجتماعي، فان من يتعرض للناس بالسباب و الشتم فانه - حتما - يجاب بالمثل، كما أن المتهور يصاب من جراء تهوره بالهلاك و الدماء.

9 - قال عليه السلام: «العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم..».

العلماء غرباء في المجتمع الذي يسوده الجهل فان بضاعتهم لا يقيم لها الجهال وزنا بل و يزدرون بها، و أي غربة للعالم أعظم من هذه الغربة.

10 - قال عليه السلام: «من طلب البقاء فليعد للمصائب قلبا صبور».

ان من أراد البقاء و طول الحياة فليتسلح بالصبر، و لا يجزع من المصائب و الأحداث التي تمر به فان الجزع يقضي علي الانسان، و يعرضه للفناء و الأسقام.

11 - قال عليه السلام: «من عمل بغير علم كان ما أفسد أكثر مما أصلح».

ان العمل بغير هدي و بغير علم لا يوصل الي نتيجة صحيحة، و يكون مدعاة الي الخطأ و عدم اصابة الواقع، ففي الحقيقة ان ما يفسده أكثر مما يصلحه.

12 - قال عليه السلام: «من استفاد أخا في الله فقد استفاد بيتا في الجنة».

ان من يستفيد أخا في الله فقد ظفر بأفضل النعم و ذلك لما يستفيد منه من التوجيه نحو الخير و البعد عن الشر، و كل ما يزينه، و يبلغ به رضوان الله.

13 - قال عليه السلام: «من أطاع هواه أعطي عدوه مناه».



[ صفحه 116]



ان اطاعة الهوي و الانقياد للشهوات تحقق للعدو أعظم أمانيه، فان أطاع ابليس فقد تحقق ما يبتغيه من حيلولة العبد عن ربه، و ان كان غيره فان اطاعة الهوي مما تسقط الشخص اجتماعيا، و هذا أعظم سرور الأعداء.

14 - قال عليه السلام: «راكب الشهوات لا تقال عثرته..».

ان من انقاد لشهواته صار أسيرا لها فانه لا تقال له عثرة، و لا يمنح العذر في ذلك.

15 - قال عليه السلام: «عز المؤمن غناه عن الناس..».

ان أهم ما يعتز به المؤمن اذا أغناه الله عن الناس، و لم تكن له أية مصلحة عندهم، فانه يكون حرا بذلك قد ملك عزه و شرفه.

16 - قال عليه السلام: «لا يكن ولي الله في العلانية عدوا له في السر».

ان الذي يتولي الله و يؤمن به انما يكون صادقا فيما اذا خاف الله في علانيته و سره، أما اذا تولاه أمام الناس، و عصاه سرا فانه لم يكن في ايمانه صادقا و انما كان كاذبا و منافقا.

17 - قال عليه السلام: «اصبر علي ما تكره فيما يلزمك الحق، و اصطبر عما لا تحب فيما يدعوك الي الهوي..».

أمر عليه السلام الناس بالانقياد للحق و ان كان مخالفا للرغبات و الميول كما أمر بمجانبة الهوي و الابتعاد عنه.

18 - قال عليه السلام: «قد عاداك من ستر عنك الرشد اتباعا لما يهواه».

عرض عليه السلام بذلك الي بعض الأذناب و العملاء من أتباع السلطة الذين يحجبون عن المسؤولين ما تحتاج اليه الامة من الاصلاح الشامل، ففي الحقيقة هؤلاء هم الأعداء، و ان أظهروا المودة و الاخلاص.



[ صفحه 117]



19 - قال عليه السلام: «اياك و مصاحبة الشرير فانه كالسيف المسلول، يحسن منظره، و يقبح أثره..».

حذر الامام عليه السلام من مصاحبة الشرير و ذلك لما تترتب علي مصاحبته من الآثار السيئة التي منها الوقوع في المهالك، و انه مهما حسن سمته فهو كالسيف المسلول يحسن منظره و يقبح أثره.

20 - قال عليه السلام: «الحوائج تطلب بالرجاء، و هي تنزل بالقضاء».

ان حوائج الناس انما تطلب بالرجاء من الله، و هي تنزل بقضائه، و لا دخل في ذلك لسعي الانسان و ارادته.

21 - قال عليه السلام: «العافية أحسن عطاء..».

ان من أفضل نعم الله التي أسبغها علي عباده هي الصحة و العافية، فهي الثروة و الغني، و من حرم العافية فقد حرم كل شي ء في الحياة.

22 - قال عليه السلام: «اذا نزل القضاء ضاق الفضاء..».

ان قضاء الله اذا نزل بالانسان و اختاره تعالي الي جواره فان الفضاء علي سعته يضيق به.

23 - قال عليه السلام: «لا تعادي أحدا حتي تعرف الذي بينه و بين الله فان كان محسنا لم يسلمه اليك، و ان كان مسيئا فعلمك به يكفيكه فلا تعاده».

و حذر الامام عليه السلام من العداوة للناس، و ان المسلم ينبغي أن يغرس في نفسه الحب و الولاء لأخيه المسلم، و أمر بالفحص عمن نعاديه فان كانت علاقته قوية مع الله تعالي فانه لا يسلمه لنا، و ان كان مسيئا فعلمنا باسائته يكفينا عن عدوانه.

24 - قال عليه السلام: «التحفظ علي قدر الخوف، و الطمع علي قدر النيل..».

ان الحذر و التحفظ من أي شي ء كان انما هو علي قدر الخوف منه، فالتحفظ



[ صفحه 118]



- مثلا - من الوقوع في المعاصي انما هو علي قدر الخوف من الله فان كان الخوف قويا فيمتنع الانسان امتناعا كليا من اقتراف أي ذنب أو مخالفة لله و ان كان ضعيفا فانه قد يقع في الاثم و الحرام، كما أن الطمع في الشي ء علي قدر النيل منه، فان كان النيل متوفرا له كان الطمع قويا و بالعكس.

25 - قال عليه السلام: «كفي بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة..».

ان أعظم دليل علي خيانة المرء لنفسه و امته أن يكون أمينا للخونة و معينا لهم.

26 - قال عليه السلام: «ما شكر الله أحد علي نعمة أنعمها عليه الا استوجب بذلك المزيد قبل أن يظهر علي لسانه..».

ان الله تعالي الذي بيده الخير و الحرمان قد وعد - و هو لا يخلف الميعاد - من شكره بالمزيد قال تعالي: (لئن شكرتم لأزيدنكم) و هو يعطي المزيد فيما اذا نوي العبد الشكر قبل أن يظهره بلسانه.

27 - قال الامام عليه السلام: «من أمل فاجرا كان أدني عقوبته الحرمان..».

لا ينبغي لأي انسان يملك وعيه و اختياره أن يأمل غير خالقه، فاذا أمل فاجرا فأقل ما يعاقب به الحرمان و عدم قضاء حاجته.

28 - قال الامام عليه السلام: «موت الانسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل، و حياته بالبر أكثر من حياته بالعمر..».

يشير الامام عليه السلام الي الحياة المعنوية، فمن يقترف الذنوب و الجرائم فهو ميت بين الأحياء و من يعمل البر و يسدي الخير لامته و بلاده فهو حي و مخلد ذكره و ان مات.

29 - قال عليه السلام: «من أخطأ وجوه المطالب خذلته وجوه الحيل».

يريد الامام عليه السلام ان من يخطي ء في سلوكه فان وجوه الحيل و طرقه تخذله و لا يصل الي نتيجة صحيحة.



[ صفحه 119]



30 - قال الامام عليه السلام: «من استحسن قبيحا كان شريكا فيه».

ان من يستحسن القبيح، أو يدافع عنه فانه يتحمل وزره و اثمه و يكون شريكا لفاعله.

31 - قال الامام عليه السلام: «من كتم همه سقم جسده..».

لا اشكال أن كتمان الهم، و عدم نشره بين الأهل و الاخوان مما يوجب تدهور الصحة و اذابة الجسم، و اشاعة السقم فيه.

32 - قال الامام عليه السلام: «أربع خصال تعين المرء علي العمل: الصحة، والغني، و العلم و التوفيق..».

هذه الامور الأربعة: التي أدلي بها الامام عليه السلام من المقدمات التمهيدية لايجاد فعل الخير و تحققه في الخارج.

33 - قال الامام عليه السلام: «العامل بالظلم، و المعين عليه، و الراضي به شركاء...».

ان هؤلاء الأصناف الثلاث كلهم يشتركون في الاثم، و العقاب، فان الظلم الذي هو أبغض شي ء الي الله تعالي يستند الي بعض هؤلاء بالمباشرة، و الي البعض الآخر بالرضا.

34 - قال الامام عليه السلام: «الصبر علي المصيبة مصيبة للشامت».

ان الصبر علي المصيبة و عدم ابداء الجزع عليها تكون من أعظم المصائب علي الشامت الذي يريد أن تحرق المصيبة من شمت به.

35 - قال الامام عليه السلام: «لو سكت الجاهل ما اختلف الناس».

ان انطلاق الجاهل في المواضيع التي يجهلها هي التي أوجدت الاختلاف بين الناس.

36 - قال الامام عليه السلام: «مقتل الرجل بين فكيه».



[ صفحه 120]



ان هلاك الانسان بمنطقه فكثيرا ما يجر الكلام الدمار لصاحبه، و قد لاقي أحرار العالم القتل بسبب ما أدلوا به من النقد لحكام الظلم و الجور.

37 - قال الامام عليه السلام: «الناس أشكال، و كل يعمل علي شاكلته».

و ألمت هذه الكلمة بالواقع الاجتماعي الذي يعيشه الناس، فهم أصناف مختلفة في الميول و الاتجاهات، و كل يعمل وفق اتجاهه الفكري، و العقائدي.

38 - قال الامام عليه السلام: «الناس اخوان فمن كانت اخوته في غير ذات الله، فانها تعود عداوة، و ذلك قوله عزوجل: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين).

ان الصداقة اذا لم تقم علي أساس المحبة في الله و قامت علي أساس المنافع و المصالح الشخصية فانها - حتما - تنقلب الي العداوة و البغضاء حينما تتأثر المصالح القائمة بينهما بمؤثرات اخري.

39 - قال الامام عليه السلام: «كفر النعمة داعية للمقت..».

لا شك أن الكفر بالنعمة و عدم الشكر لها مما يوجب المقت عند الله و الناس.

40 - قال الامام عليه السلام: «من جازاك بالشكر فقد أعطاك أكثر مما أخذ منك».

ان مجازاة المحسن بالشكر و اذاعة فضائله و معروفه هي في الحقيقة أكثر من عطائه لأنها توجب له الذكر الحسن الذي هو أعظم مكسب للانسان.

41 - قال الامام عليه السلام: «من وعظ أخاه سرا فقد زانه، و من وعظه علانية فقد شأنه».

ان موعظة الأخ و الصديق اذا كانت سرا فانها تنم عن الاخلاص و الصدق في الموعظة و اذا كانت علانية فانها لا تخلو من التشهير به.

42 - قال الامام عليه السلام: «ما أنعم الله علي عبد نعمة يعلم أنها من الله الا كتب الله



[ صفحه 121]



علي اسمه شكرها له قبل أن يحمده، و لا أذنب العبد ذنبا فعلم أن الله يطلع عليه ان شاء عذبه، و ان شاء غفر له، الا غفر له قبل أن يستغفر..».

ان الانسان اذا اتصل بربه، و ارتبط بخالقه فانه تعالي يكتبه من الشاكرين لنعمته قبل أن يتلفظ العبد بالشكر، كما يغفر له خطيئته قبل أن يستغفر منها.

43 - قال الامام عليه السلام: «الشريف كل الشريف من شرفه علمه، و السؤدد كل السؤدد لمن اتقي الله ربه..».

ان الشرف كل الشرف انما هو بالعلم لا بغيره من الاعتبارات التي يؤل أمرها الي التراب كما أن حقيقة السؤدد انما هي في تقوي الله و طاعته، و اجتناب معاصيه.

44 - قال عليه السلام: «من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه، و من غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده...».

جاء في الحديث: لكل امري ء ما نوي» فاذا حضر أمرا و كان كارها له و غير راض به فانه يكون كمن غاب عنه، و لا يكتب عليه اثمه، ان كان فيه اثم، و من غاب عن أمر فرضي به يكون كمن شهده فيكتب له خيره أو شره.

45 - قال عليه السلام: «من أصغي الي ناطق فقد عبده، فان كان الناطق عن الله فقد عبدالله، و ان كان الناطق ينطق عن لسان ابليس، فقد عبد ابليس..».

ان من أصغي الي ناطق و آمن بقوله، و اعتقد به، فان كان ذلك الناطق مبلغا عن الله فقد عبدالله، و ان كان الناطق مبلغا عن ابليس فقد عبده.

46 - قال عليه السلام: «اظهار الشي ء قبل أن يستحكم مفسدة له».

ان اذاعة أية فكرة سياسية أو اجتماعية قبل أن تستحكم و يتم أمرها، فانه مفسدة لها، و ربما توجب اقبارها قبل أن تظهر الي حيز الوجود.

47 - قال عليه السلام: «نعمة لا تشكر سيئة لا تغفر».



[ صفحه 122]



ان عدم شكر النعمة من السيئات التي لا تغفر؛ لأن في ذلك تضييعا للاحسان الذي يجب أن يشكر.

48 - قال عليه السلام: «من هجر المداراة قاربه المكروه..».

ان من لا يداري الناس فقد تعرض للمكروه و الاساءة الي نفسه.

49 - قال عليه السلام: «من انقاد الي الطمأنينة قبل الخبرة، فقد عرض نفسه للهلكة و العاقبة المتعبة..».

ان من يطمئن الي شي ء ويثق به قبل أن يختبره و يفحصه فانه من الطبيعي قد عرض نفسه الي الهلكة و الخسران.

50 - قال عليه السلام: «من لم يعرف الموارد أعيته المصادر..».

ان من جهل موارد الأشياء و مداخلها فقد أعيته المصادر و الخروج منها.

51 - قال عليه السلام: لا يغرك من سخطه الجور..».

و في هذا الحديث تحذير من الاتصال بالظالمين الذين اذا سخطوا قابلوا الناس بالاستبداد و الجور.

52 - قال عليه السلام: «الأيام تهتك الأمر عن الأسرار الكامنة..».

كلما تقدمت الأيام و كرت الليالي ستنكشف أسرار الطبيعة، و خفايا الحقائق و ما جهله الانسان في عالم الفضاء و دنيا الكواكب، و غير ذلك من الأسرار المذهلة في هذا الكون.

53 - قال عليه السلام: «من عتب من غير ارتياب أعتب من غير استعتاب..».

اذا كان العتاب من غير ريبة قبل العتاب، و لا يقابل بالاستعتاب.

54 - قال عليه السلام: «أفضل العبادة الاخلاص..».

الاخلاص جوهر العبادة و روحها فاذا تعرت عنه فقد فقدت أهم عناصرها



[ صفحه 123]



و مقوماتها.

55 - قال عليه السلام: «الثقة بالله تعالي ثمن لكل غال، و سلم الي كل عال..».

ان الحياة انما تسمو فيما اذا كانت مشفوعة بالثقة بالله تعالي خالق الكون و واهب الحياة كما أن الثقة به تعالي هي السلم الذي يبلغ به الانسان القمم العالية في دنيا الوجود.

هذه بعض كلمات الامام أبي جعفر الجواد عليه السلام [1] و قد عالج بها مختلف القضايا، و قد عرض فيها لعلم الاجتماع و علم النفس، و وضع برامج الأدب، و خلاصة التجارب و ما ينفع الناس.



[ صفحه 125]




پاورقي

[1] المصادر التي اقتبسنا منها هذه الكلمات الذهبية هي: تحف العقول: ص 457 - 455، نزهة الجليس 2: 111، مرآة الجنان 2: 80، مجموعة ورام: 109، أعيان الشيعة 4 - 2: 244، وسائل الشيعة، جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام.