بازگشت

رسائله


و تبادل الامام الجواد عليه السلام مع جماعة من القائلين بامامته جملة من الرسائل تناولت مختلف القضايا و من بين تلك الرسائل:

1- بعث الامام الجواد عليه السلام رسالة الي رجل من أهل الحيرة جاء فيها بعد البسملة:

«الحمدلله الذي انتجب من خلقه، و اختار من عباده، و اصطفي من النبيين محمدا صلي الله عليه و اله و سلم فبعثه بشيرا و نذيرا و دليلا علي سبيله الذي من سلكه لحق، و من تقدمه مرق، و من عدل عنه محق، و صلي الله عليه محمد و آله.

أما بعد: فاني اوصي أهل الاجابة بتقوي الله الذي جعل لمن اتقاه المخرج من مكروهه، ان الله عزوجل أوجب لوليه ما أوجبه لنفسه و نبيه في محكم كتابه بلسان عربي مبين.. و قد بلغني عن أقوام انتحلوا المودة و نحلوا بدين الله، ودين ملائكته شكوا في النعمة، و حملوا أوزارهم و أوزار المقتدين بهم، و استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله و ما ورثوه من أسلاف صالحين، أبصروا فلزموا، و لم يؤثروا دنيا حقيرة علي آخرة مؤبدة، فأين يذهب المبطلون؟ سوف يأتي عليهم يوم يضمحل عنهم فيه الباطل، و تنقطع أسباب الخدائع، و ذلك يوم الحسرة اذ القلوب لدي



[ صفحه 110]



الحناجر [1] و الحمدلله الذي يفعل ما يشاء و هو العليم الخبير..» [2] .

و لم تشر المصادر التي بأيدينا الي أسماء هؤلاء الأشخاص الذين انحرفوا عن الحق، و ظلوا عن الطريق، و لم نعلم الأسباب التي دعتهم الي رفضهم لمبدأ أهل البيت عليهم السلام و انتحال دين آخر.

2 - وردت علي الامام أبي جعفر عليه السلام رسالة رواها بكر بن صالح قال: كتب صهر لي الي أبي جعفر الثاني رسالة جاء فيها: «ان أبي ناصب خبيث الرأي، و قد لقيت منه شدة وجهدا، فرأيك جعلت فداك في الدعاء لي، و ما تري جعلت فداك، أفتري أن اكاشفه أم اداريه؟».

فأجابه الامام عليه السلام بعد البسملة:

«قد فهمت كتابك، و ما ذكرت من أمر أبيك، و لست أدع الدعاء لك ان شاء الله، و المداراة خير لك من المكاشفة، و مع العسر يسرا، فاصبر ان العاقبة للمتقين، ثبتك الله علي ولاية من توليت، نحن و أنتم وديعة الله التي لا تضيع ودايعه..» [3] .

و دلت هذه الرسالة علي لزوم البر بالأب، و ان كان ناصبيا مبغضا لأهل البيت عليهم السلام و أمرت الولد بالصبر علي ما يلقاه من أبيه من جهد و عناء، و بهذه الأخلاق الرفيعة كان الأئمة يوصون أتباعهم بالتحلي بها ليكونوا قدوة الي الناس.

3 - كان ابراهيم بن محمد وكيل الامام الجواد عليه السلام بهمدان لتعليم الناس معالم دينهم، و قبض الحقوق الشرعية منهم، و ارسالها للامام عليه السلام و كان قد بعث ما قبضه للامام عليه السلام فأرسل عليه السلام له هذه الرسالة:



[ صفحه 111]



«قد وصل الحساب تقبل الله منك، و رضي عنهم، و جعلهم معنا في الدنيا و الآخرة، و قد بعثت لك من الدنانير بكذا، و من الكسوة بكذا، فبارك الله فيك، و في جميع نعم الله اليك، و قد كتبت الي النصر أمرته أن ينتهي عنك، و عن التعرض لك، و لخلافك، و أعلمته بوضعك عندي و كتبت الي أيوب أمرته بذلك أيضا، و كتبت الي موالي بهمدان كتاب أمرتهم بطاعتك، و المصير الي أمرك، و أن لا وكيل سواك..» [4] .

و أعربت هذه الرسالة عن مزيد ثقة الامام عليه السلام بوكيله ابراهيم، و دعمه الكامل له فقد اتصل بالمناوئين له و أمرهم بطاعته، و المصير الي أمره، و تقوية مركزه.. و بهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض رسائله.


پاورقي

[1] هكذا في الأصل و لعل الصحيح بلغت الحناجر.

[2] الدر النظيم: ورقة 323 - 322.

[3] بحارالأنوار 12: 112.

[4] بحارالأنوار 12: 162.