بازگشت

التبشير بالامام المهدي


و الشي ء المحقق الذي لا يمكن انكاره، و لا اخفاءه هو ما بشر به الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله و سلم امته بخروج المصلح العظيم الامام المنتظر الذي يقيم اعوجاج الدين، و تحقق في ظلال حكمه العدالة الاجتماعية الكبري فيأمن المظلومون و المضطهدون، و يعم الحق جميع أنحاء الدنيا، و يقضي علي الغبن الاجتماعي، و تزول عن الناس جميع أفانين الظلم و الجور، و يكون حكمه الزاهر امتدادا ذاتيا لحكومة النبي صلي الله عليه و اله و سلم و حكومة الامام أميرالمؤمنين رائد الحق و العدل في الأرض.

ان الاعتقاد بضرورة خروج الامام المنتظر عجل الله فرجه جزء من رسالة الاسلام و عنصر هام من عناصر العقيدة الاسلامية، فان الاسلام بمفهومه الصحيح لابد أن يسود الأرض، و لا بد للمبادي ء الوضعية من أن تتحطم لأنها جرت المحن و الخطوب للانسان، و أخلدت له المشاكل و المتاعب، و لا بد أن ينقذ الله عباده من شرورها و استبدادها علي يد هذا الامام العظيم.

و علي أي حال فقد تواترت الأخبار عن النبي صلي الله عليه و اله و سلم و عن الأئمة الطاهرين



[ صفحه 103]



بحتمية خروج قائم آل محمد صلي الله عليه و اله و سلم و كان ممن بشر به الامام الجواد عليه السلام و فيما يلي بعض ما أثر عنه:

1 - روي عبدالعظيم بن عبدالله الحسني قال: دخلت علي سيدي محمد بن علي بن موسي عليه السلام و أنا اريد أن اسأله عن القائم هل هو المهدي أو غيره؟ فابتدأني قائلا:

«يا أباالقاسم ان القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته و يطاع في ظهوره، و هو الثالث من ولدي، و الذي ي بعث محمدا بالنبوة و خصنا بالامامة انه لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتي يخرج فيه فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و ان الله تبارك و تعالي ليصلح له أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسي، اذا ذهب يقتبس نارا فرجع و هو رسول نبي، و أضاف الامام الجواد قائلا: أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج» [1] .

2 - روي عبدالعظيم الحسني قال: قلت لمحمد بن علي: اني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد صلي الله عليه و اله و سلم الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما؟

فأجابه الامام الجواد:

«يا أباالقاسم ما منا الا و هو قائم بأمر الله عزوجل، و هاد الي دين الله، ولكن القائم الذي يطهر الله عزوجل به الأرض من أهل الكفر و الجحود، و يملأها عدلا و قسطا هو الذي تخفي علي الناس ولادته، و يغيب عنهم شخصه، و يحرم عليهم تسميته، هو سمي رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و كنيه، و هو تطوي له الأرض، و يذل له كل صعب و يجتمع اليه أصحابه عدة أهل بدر ثلثمائة و ثلاثة عشر رجلا من أقاصي



[ صفحه 104]



الأرض و ذلك قول الله عزوجل: (أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله علي كل شي ء قدير) [2] فاذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الاخلاص أظهر الله أمره» [3] .

لقد أخبر الامام الجواد عن بعض خصائص الامام المنتظر من غياب شخصه و حجبه عن الأنظار، كما أخبر عن عدد أصحابه بعد ظهوره و أنهم كعدد أصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم يوم بدر فقد استطاع بتلك القلة المتسلحة بالايمان و الوعي أن يقضي علي معالم الجاهلية، و يدمر القوي الباغية، و يرفع كلمة الله عالية في الأرض، كذلك وصيه الأعظم الامام المنتظر عليه السلام فانه بأصحابه القلة المؤمنة سوف يغير مجري الحياة فيبسط العدل السياسي و العدل الاجتماعي في ربوع الأرض و يحقق للانسانية أعظم الانتصارات، و يقضي علي معالم الجاهلية التي طغت في هذه العصور التي خضع الناس فيها للمادة، و لم يعد للقيم الروحية و المثل الكريمة أي ظل في النفوس، أرانا الله الأيام المشرقة من أيام حكمه.


پاورقي

[1] اكمال الدين و اتمام النعمة 2: 49 - 48، و الكفاية و النصوص من مخطوطات مكتبة كاشف الغطاء العامة.

[2] سورة البقرة: 148.

[3] اكمال الدين و اتمام النعمة 2: 49، الكفاية و النصوص.