بازگشت

تفسير القرآن الكريم وتأويله


وردت عن الإمام الجواد (عليه السلام) نصوص كثيرة في تفسير وتأويل بعض آيات القرآن الكريم.

فمنها ما ورد عنه (عليه السلام) في تفسير الآيتين المباركتين: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ـ إلي قوله تعالي ـ وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير) [1] .

إذ قال (عليه السلام): (ما ننسخ من آية) بأن نرفع حكمها.



[ صفحه 33]



(أو ننسها) بأن نرفع رسمها ونزيل عن القلوب حفظها، وعن قلبك يا محمد كما قال الله تعالي: (سنقرئك فلا تنسي - إلاّ ما شاء الله...) [2] أن ينسيك، فرفع ذكره عن قلبك.

(نأت بخير منها) يعني: بخير لكم.

فهذه الثانية أعظم لثوابكم، وأجلّ لصلاحكم من الآية الأولي المنسوخة، أو مثلها من الصلاح لكم، أي إنّا لا ننسخ ولا نبدّل إلاّ وغرضنا في ذلك مصالحكم.

ثم قال: يا محمد (ألم تعلم أن الله علي كل شيء قدير)، فانه قدير يقدر علي النسخ وغيره. ألم تعلم ـ يا محمد ـ أن الله له ملك السماوات والأرض وهو العالم بتدبيرها ومصالحها فهو يدبّركم بعلمه (وما لكم من دون الله من ولي) يلي صلاحكم إذ كان العالم بالمصالح هو الله عَزَّ وجَلَّ دون غيره ولا نصير وما لكم من ناصر ينصركم من مكروه إن أراد الله إنزاله بكم، أو عقاب إن أراد إحلاله بكم» [3] .

إنّ منهج الاستهداء بالقرآن نفسه لتفسير آياته الكريمة واضح جدّاً في هذا النص.

وفي مجال تأويله لقوله تعالي: (أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعاً إن الله علي كل شيء قدير) [4] .

فقد جاء عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني أنّه قال: «قلت لمحمد بن علي بن موسي (عليه السلام): اني لأرجو ان تكون القائم من أهل بيت محمد (صلي الله عليه وآله) الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

فقال (عليه السلام): يا أبا القاسم: ما منّا إلاّ وهو قائم بأمر الله عزّوجلّ، وهاد الي دين الله،



[ صفحه 34]



ولكن القائم الذي يطهّر الله عزّوجلّ به الأرض من أهل الكفر والجحود، ويملأها عدلاً وقسطاً هو الذي تخفي علي الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته وهو سميُّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) وكنيّه، وهو الذي تطوي له الأرض، ويذلّ له كل صعب) و (يجتمع إليه من أصحابه عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، من أقاصي الأرض، وذلك قول الله عزّوجلّ: (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً ان الله علي كل شيء قدير).

فاذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره، فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله عزّوجلّ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتي يرضي الله عزّوجلّ. قال عبد العظيم: فقلت له: يا سيدي وكيف يعلمُ أن الله عزّوجلّ قد رضي؟

قال: يلقي في قلبه الرحمة، فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزي فأحرقهما» [5] .


پاورقي

[1] البقرة (2): 106 ـ 107.

[2] الأعلي (87): 6 ـ 7.

[3] مستدرك عوالم العلوم: 23 / 164.

[4] البقرة (2): 148.

[5] كمال الدين وتمام النعمة، للصدوق القمي: 377 ـ 378.