بازگشت

من مكارم اخلاقه الاجتماعية


لقد كان الإمام الجواد(عليه السلام) شاباً في مقتبل العمر، وكان المأمون يغدق عليه الأموال الوافرة وقد بلغت مليون درهم. وكانت الحقوق الشرعية ترد إليه من الطائفة الشيعية التي كانت تعتقد بإمامته بالإضافة إلي الأوقاف التي كانت في قم وغيرها إلاّ أنّه لم يكن ينفق شيئاً منها في اُموره الخاصّة وإنّما كان ينفقها علي الفقراء والمعوزين والمحرومين.. وقد رآه الحسين المكاري في بغداد، وكان محاطاً بهالة من التعظيم والتكريم من قِبل الأوساط الرسمية والشعبية فظنّ انّ الإمام(عليه السلام) سوف لا يرجع إلي وطنه يثرب بل يقيم في بغداد راتعاً في النعم والترف، وعرف الإمام قصده، فانعطف عليه وقال له:

«يا حسين، خبز الشعير، وملح الجريش في حرم جدّي رسول الله (صلي الله عليه وآله) أحب إليَّ ممّا تراني فيه..» [1] .

إنّه لم يكن من طلاب تلك المظاهر التي كانت تضفيها الدولة، وإنّما كان كآبائه الذين طلّقوا الدنيا، واتّجهوا صوب الله تعالي لا يبغون عنه بديلاً.



[ صفحه 45]




پاورقي

[1] إثبات الهداة: 6 / 185.