بازگشت

من تراثه التاريخي


أ ـ روي المجلسي عن الصدوق بإسناده عن عبد العظيم الحسني قال: كتبت إلي أبي جعفر الثاني (عليه السلام) أسأله عن ذي الكفل ما اسمه؟ وهل كان من المرسلين؟

فكتب صلوات الله وسلامه عليه: «بعث الله تعالي جلّ ذكره مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبيّاً، المرسلون منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً.

وإنّ ذا الكفل منهم صلوات الله عليهم، وكان بعد سليمان بن داود (عليه السلام). وكان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود، ولم يغضب إلاّ لله عزّوجلّ وكان اسمه (عويديا) وهو الذي ذكره الله تعالي جلّت عظمته في كتابه حيث قال: (واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل كلّ من الأخيار)» [1] .

ب ـ المسعودي، باسناده عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي الرضا (عليهما السلام) أنه قال عن آبائه صلوات الله عليهم. قال: «اقبل امير المؤمنين ومعه أبو محمد)أي الحسن المجتبي((عليه السلام) وسلمان الفارسي فدخل المسجد وجلس فيه فاجتمع الناس حوله إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم علي أمير المؤمنين(عليه السلام) وجلس، ثم قال: ياأمير المؤمنين اني قصدت أن أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أنك وصي رسول الله حقاً وإن لم تخبرني بهن علمت أنك وهم شرع سواء.

فقال له أمير المؤمنين: «سل عما بدا لك». فقال: أخبرني عن الرجل اذا نام أين تذهب روحه، وعن الرجل كيف يذكر وينسي، وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين الي أبي محمد فقال: «ياأبا محمد أجبه، فقال أبو محمد: «أما الانسان اذا نام فإن روحه متعلقة بالريح والريح متعلقة بالهواء إلي



[ صفحه 217]



وقت يتحرك صاحبها الي اليقظة.

فإذا أذن الله برد الروح جذبت تلك الروح الريح وجذبت الريح الهواء فرجعت الروح الي مسكنها في البدن، وان لم يأذن الله برد الروح الي صاحبها جذبت الهواء الريح وجذبت الريح الروح فلم ترجع الي صاحبها الي أن يبعثه الله تعالي، وأما الذكر والنسيان فإن قلب الرجل في مثل حق وعليه طبق.

فإن سمي الله وذكره وصلي عند نسيانه علي محمد وآله انكشف ذلك الطبق وهو غشاوة عن ذلك الحق وأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسي وان هو لم يصلّ علي محمد وآله بعد ذكر الله تعالي انطبقت تلك الغشاوة علي ذلك الحق فأظلم القلب فنسي الرجل ما ذكر.

وأما المولود الذي يشبه الأعمام والأخوال فان الرجل اذا أتي أهله فوطأها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب استكنت تلك النقطة [2] في جوف الرحم وخرج الرجل يشبه أباه وامه، وان هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب اضطربت النقطة فوقعت في اضطرابها علي بعض العروق.

فان وقعت علي عرق من عروق الأعمام اشبه الولد أعمامه وان وقعت علي عرق من عروق الأخوال أشبه أخواله.

فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله ولم ازل أشهد بها وأشهد أن محمداً رسول الله ولم أزل أشهد بها واشهد أنك وصيه وخليفته والقائم بحجته. وأشار الي أمير المؤمنين: وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته. واشار الي الحسن: وأشهد أن أخاك الحسين وصي أبيك ووصيك والقائم بحجته بعدك وأشهد أن علي بن الحسين القائم بأمر الحسين وأشهد ان محمد بن علي القائم بأمر علي ابن الحسين واشهد ان جعفر بن محمد القائم بأمر الله بعد أبيه وحجته واشهد ان موسي بن



[ صفحه 218]



جعفر القائم بأمر الله بعد ابيه جعفر واشهد ان علي بن موسي القائم بأمر الله بعد أبيه. واشهد ان محمد بن علي القائم بأمر الله بعد ابيه واشهد ان علي بن محمد القائم بأمر الله بعد ابيه محمد بن علي واشهد ان الحسن بن علي القائم بأمر ابيه علي ابن محمد واشهد ان رجلاً من ولد الحسين بن علي لا يسمي ولكن يكني حتي يظهر الله امره يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً والسلام عليك ياأمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ومضي.

فقال أمير المؤمنين: «اتبعه ياأبا محمد فانظر أين يقصد، قال: فخرج الحسن بن علي في اثره فلما وضع الرجل رجله خارج المسجد لم يدر كيف اخذ من ارض الله فرجع اليه فأعلمه، فقال: ياأبا محمد أتعرفه. قال: الله ورسوله وامير المؤمنين اعلم به، قال: ذاك الخضر». [3] .

ج ـ روي أبو جعفر المشهدي باسناده عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) قال: «بعث رسول الله (صلي الله عليه وآله) سلمان الي فاطمة (عليها السلام) لحاجة، قال سلمان: فوقفت بالباب وقفة حتي سلمت، فسمعت فاطمة تقرأ القرآن خفاءً والرحي تدور من برّ ما عندها انيس، قال: فعدت الي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فقلت: يارسول الله سمعت فاطمة تقرأ القرآن من خفاء والرحي تدور من برّ ما عندها انيس.

قال: فتبسم (صلي الله عليه وآله) وقال: ياسلمان ان ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها ايماناً ويقيناً الي مبانيها ففرغت لطاعة الله، فبعث الله ملكاً اسمه روفائيل. وفي موضع آخر «رحمة»، فادار لها الرحي وكفاها الله مؤونة الدنيا والآخرة» [4] .

د ـ روي الحافظ أبو نعيم، فقال حدّثنا أحمد بن إسحاق حدثنا إبراهيم بن نائلة حدثنا جعفر بن محمّد بن مزيد قال: كنتُ ببغداد فقال لي محمّد بن مَنْدة بن مهربزذ: هل لك أن اُدخلك علي ابن الرِضا؟ قلتُ: نعم. قال: فأدخلني فسلّمنا



[ صفحه 219]



عليه وجلسنا، فقال له حديث النبيّ (صلي الله عليه وآله): «أنّ فاطمة أحصنت فَرْجَها فحرّم الله ذرّيّتها علي النار، قال: خاصٌّ للحسن والحسين رضي الله عنهما» [5] .

هـ ـ روي باسناده عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه عن احمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، قال: «قلت لابي جعفر محمد بن

علي بن موسي(عليهم السلام)ان قوماً من مخالفيكم يزعمون أباك انما سماه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده.

فقال: «كذبوا والله وفجروا، بل الله تبارك وتعالي سماه الرضا لانه كان رضي الله عزوجل في سمائه ورضي لرسوله والائمة من بعده صلوات الله عليهم في أرضه قال: فقلت له: الم يكن كل واحد من آبائك الماضين (عليهم السلام) رضي الله تعالي ولرسوله والائمة (عليهم السلام)؟ فقال: بلي، فقلت: فلم سمي أبوك من بينهم الرضا؟ قال: لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من اوليائه ولم يكن ذلك لاحد من آبائه(عليهم السلام)، فلذلك سمي من بينهم الرضا (عليه السلام) [6] .


پاورقي

[1] بحار الأنوار: 13 / 405.

[2] كذا في الاصل والظاهر: النطفة.

[3] اثبات الوصية: 157.

[4] الثاقب في المناقب: 119، مخطوط.

[5] اخبار اصفهان: 1 / 242 و 2 / 206، وتاريخ بغداد: 3 / 54، والوفيات: 3 / 315.

[6] عيون الاخبار: 1 / 13، والعلل: 1 / 126.