بازگشت

تراث الإمام الجواد


بالرغم من قصر المدة التي عاشها الإمام محمد الجواد (عليه السلام) وهي خمسة وعشرون سنة منذ ولادته وحتي استشهاده، وهو أقصر عمر نراه في أعمار الأئمة الأثني عشر (عليهم السلام) من أهل بيت رسول الله (صلي الله عليه وآله)، إلاّ أنّ التراث الذي وصل إلينا إذا قارنّاه بالظروف التي أحاطت بالإمام (عليه السلام) وبشيعته وقارنّاه بأعمار من سبقه من آبائه الكرام والتي يبلغ معدّلها ضعف عمر هذا الإمام العظيم، نجده غنيّاً من حيث تنوّع مجالاته، ومن حيث سموّ المستوي العلمي المطروح في نصوصه وحجمه، ومن حيث دلالاته التي تعتبر تحدّياً صارخاً عند ملاحظة صدور هذا التراث من مثل هذا الإمام الذي بدأ بالإشعاع والعطاء منذ ولادته وحتي سِنيّ إمامته وهو لم يبلغ عقداً واحداً من العمر.

وقد أشرنا الي جوانب من هذا التراث في بحوث سابقة وذكرنا نماذج منه. وبقي علينا أن نشير الي جوانب اُخري من هذا التراث العظيم إكمالاً للفائدة وإتماماً للحديث عن هذا الجانب المغمور من جوانب حياة هذا الإمام العظيم.