بازگشت

رسائل الإمام الجواد إليه


وبعث الإمام الجواد (عليه السلام) الي علي بن مهزيار عدة رسائل تكشف عن شدة صلته بالإمام (عليه السلام) وسموّ منزلته ومكانته عنده، ومن بين هذه الرسائل:

أ ـ «قد وصل اليّ كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وقد ملأتني سروراً، فسرّك الله،



[ صفحه 203]



وأنا ارجو من الكافي الدافع ان يكفيك كيد كل كائد ان شاء الله تعالي» [1] .

ودلت هذه الرسالة علي قيام علي بن مهزيار بخدمة الإمام (عليه السلام) وقد ملأت قلبه الشريف فرحاً فراح يدعو له بأن يجزل له الله تعالي الأجر والثواب.

ب ـ «قد فهمت ما ذكرت من أمر القمّيين ـ خلصهم الله وفرّج عنهم ـ وسررتني بما ذكرت من ذلك، ولم تزل تفعل، سرّك الله بالجنة، ورضي عنك، برضائي عنك، وأنا ارجو من الله العفو والرأفة، وأقول: حسبنا الله ونعم الوكيل» [2] .

وهذه الرسالة كشفت عن إنقاذ ابن مهزيار للقميّين من محنة كانوا فيها مما أوجب سرور الإمام ودعائه له بالفوز بالفردوس الاعلي.

ج ـ «فأشخص الي منزلك صيّرك الله الي خير منزل في دنياك وآخرتك» [3] .

لقد أمره الإمام (عليه السلام) بالشخوص الي منزله بعد ما أدي ما عليه من الخدمة للإمام (عليه السلام).

د ـ «وأسأل الله أن يحفظك من بين يديك، ومن خلفك، وفي كل حالاتك فابشر فإني ارجو ان يدفع الله عنك، واسأل الله ان يجعل لك الخيرة فيما عزم لك به عليه من الشخوص في يوم الأحد، فأخر ذلك الي يوم الاثنين إن شاء الله، صحبك الله في سفرك، وخلفك في اهلك، وأدي عنك أمانتك، وسلمت بقدرته» [4] .

هـ ـ وكتب ابن مهزيار الي الإمام (عليه السلام) يسأله التوسعة عليه وتحليله لما في يده من مال للامام فأجابه (عليه السلام):

«وسع الله عليك، ولمن سألت له التوسعة في أهلك وأهل بيتك، ولك ياعلي عندي



[ صفحه 204]



اكثر من التوسعة، وأنا اسأل الله ان يصحبك بالتوسعة والعافية، ويقدّمك علي العافية، ويسترك بالعافية انه سميع الدعاء» [5] .

وقد أجاز الإمام (عليه السلام) بما طلبه من المال ودعا له بأخلص الدعاء.

و ـ وكتب علي بن مهزيار الي الإمام (عليه السلام) يطلب منه الدعاء له فأجابه (عليه السلام): «وأما ما سألت من الدعاء فانك بعد لست تدري كيف جعلك الله عندي وربما سمّيتك باسمك ونسبك، مع كثرة عنايتي بك ومحبتي لك ومعرفتي بما انت عليه فأدام الله لك افضل ما رزقك من ذلك ورضي عنك، وبلغك افضل نيتك، وأنزلك الفردوس الاعلي برحمته انه سميع الدعاء، حفظك الله وتولاك، ودفع عنك السوء برحمته،

وكتبت بخطي» [6] .

ز ـ «ياعلي أحسن الله جزاك، وأسكنك جنّته، ومنعك من الخزي في الدنيا والآخرة، وحشرك الله معنا، ياعلي قد بلوتك وخبرتك في النصيحة والطاعة والخدمة والتوقير، والقيام بما يجب عليك، فلو قلت: اني لم أر مثلك لرجوت ان اكون صادقاً، فجزاك الله جنات الفردوس نزلاً، وما خفي عليّ مقامك، ولا خدمتك في الحرّ والبرد، والليل والنهار، فأسأل الله اذا جمع الخلائق للقيامة ان يحبوك برحمة تغتبط انه سميع الدعاء» [7] .

وهكذا تعطي رسائل الإمام (عليه السلام) لعلي بن مهزيار صورة مشرقة عن سمّو منزلته وعظيم مكانته عند الإمام (عليه السلام) وانه نسخة لا ثاني لها في تقواه وورعه.


پاورقي

[1] رجال الكشي: 550، طبعة مشهد.

[2] رجال الكشي: 550 طبعة مشهد.

[3] عن رجال الكشي: 550 طبعة مشهد.

[4] رجال الكشي: 551 طبعة مشهد.

[5] رجال الكشي: 551 طبعة مشهد.

[6] رجال الكشي: 551 طبعة مشهد.

[7] حياة الإمام محمد الجواد (عليه السلام): 159.