بازگشت

والدته


والدته: السيدة خيزران، أو: درة، أو: سبيكة، أو: ريحانه، أو: سكينة، و سميت بهذه الأسماء المتعددة لمصالح و أسباب، فلعلها انما سميت «درة» لتلألأ وجهها بنور الامامة لما كانت حاملا بالامام الجواد (عليه السلام) و سميت «سبيكة» بسبب لمعان وجهها كسبيكة الذهب، و سماها الامام الرضا (عليه السلام): «الخيزران» و كنيتها: ام الحسن.

و علي كل حال، فهي سيدة افريقية من بلاد المغرب أو مصر (او بلاد النوبة و هي شرق افريقيا) و ليس هناك اختلاف جوهري، و انما هو اختلاف في التعابير، فبلاد النوبة و مصر و المغرب من قارة افريقيا.

و يقال: انها كانت من اسرة مارية القبطية، جارية رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)



[ صفحه 20]



و ام ابراهيم ابن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم).

اشتراها الامام الرضا (عليه السلام) في مكة، و بعد فترة قصيرة حملت بالامام الجواد (عليه السلام).

و قد وفر الله تعالي المؤهلات في هذه السيدة السعيدة المعظمة الجليلة لتكون اما لحجة الله: الامام الجواد.

و حينما يبشر الامام الرضا (عليه السلام) اصحابه بولادة الامام الجواد، تراه يقول: «قد ولد لي شبيه موسي بن عمران فالق البحار، و شبيه عيسي بن مريم، قدست ام ولدته، قد خلقت طاهرة مطهرة..» الي آخر كلامه (عليه السلام) [1] .

ان تشبيه الامام الرضا ولده الامام الجواد (عليهماالسلام) بالنبي موسي (عليه السلام) باعتباره فالق البحار، يشير الي قوله تعالي: (و اوحينا الي موسي أن اضرب بعصاك البحر، فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم) [2] .

و قد جاء في التفاسير: ان النبي موسي لما اراد ان يعبر مع امته البحر الأبيض المتوسط - او البحر الأحمر علي قول آخر - ضرب بعصاه البحر، فانشق و ظهر فيه اثنا عشر طريقا يابسا، و وقف الماء و تراكم عن يمين كل طريق و يساره كالجبل العظيم.

و هذا الأمر يعتبر من اعظم مصاديق خرق العادة و الطبيعة، و من اهم المعاجز التي صدرت علي يد موسي بن عمران (عليه السلام).

و وجه الشبه بين موسي بن عمران فالق البحار، و بين الامام الجواد



[ صفحه 21]



غير واضح لدينا.

أما وجه الشبه بينه و بين النبي عيسي (عليهماالسلام) فهو ان عيسي آتاه الله الكتاب و النبوة و هو طفل رضيع، و تكلم في المهد و هو صبي، كذلك الامام الجواد (عليه السلام) آتاه الله الامامة و هو طفل، و كان يكلم الناس بكلام الحكماء و العلماء و هو في مرحلة الطفولة، و سنذكر شيئا حول هذا الموضوع عند التحدث عن ولادته (عليه السلام).

و أما قول الامام الرضا (عليه السلام): «قدست أم ولدته» فالجملة التي بعدها تفسرها، و هي: «خلقت طاهرة مطهرة» فالمقدس هو المطهر و المبارك، و التقديس: التطهير و التنزيه، فالجملة تشير الي ما كانت تمتاز به والدة الامام الجواد (عليه السلام) من العفاف و النزاهة و التقوي و الورع، و البركات المعنوية التي جعلها الله فيها.



[ صفحه 22]




پاورقي

[1] بحارالأنوار ج 50 ص 15.

[2] سورة الشعراء آية 63.