بازگشت

الامام الجواد


الامام ابوجعفر محمد بن علي التقي الجواد (عليه السلام):

غصن من أغصان الشجرة النبوية الطيبة.

و فرع من الدوحة الهاشمية المحمدية المباركة.

و الامام التاسع من أئمة أهل البيت الذين اختارهم الله لقيادة هذه الامة و انتخبهم لهداية العباد و اصلاح البلاد.

و قد نص عليه جده رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و آباؤه الطاهرون (عليهم السلام) بالامامة و الولاية و الخلافة و الوصاية و الوراثة.

و قد توفرت فيه كافة الصفات و المؤهلات التي يجب أن تتوفر في الامام الحق، من علوم غزيرة لا تقاس بها علوم الخلائق.

و اتصال بالعالم الأعلي، و السير علي مخطط سماوي.

و النزاهة عن كل رجس و رذيلة.

و الاتصاف بكل منقبة و فضيلة.

و اذا ذكرنا جميع أسباب العظمة رأيناها مجتمعة في الامام الجواد (عليه السلام) فلا تجد فراغا لفضيلة من الفضائل في حياته.

و بالرغم من قصر عمره، و كونه تحت الرقابة المشددة من قبل



[ صفحه 18]



طواغيت عصره فانه (عليه السلام) لم يدع فرصة تمر به الا و انتهزها لبيان الحقائق، و نشر المعارف.

فان كانت الامة الاسلامية - في ذلك العصر - لا تنتفع من بركات الامام الجواد (عليه السلام) و لا تستضي ء بأنواره فهي الخاسرة (بجميع معني كلمة الخسران).

و اذا كانت المجتمعات السافلة لا تدرك عظمة العظماء، و لا تشعر بمكانة أولياء الله المقربين فلا تقوم بما يجب عليها من الاطاعة و الانقياد، و التعظيم و التقدير فالذنب ذنب المجتمع لا ذنب أولياء الله.

و النقص في ثقافة ذلك الجليل المنحط، لا في شخصية ذلك الامام العظيم.

فلو أن سقراط أو أفلاطون أو ابن سينا - مثلا - (و لا مناقشة في الأمثال) ذهب الي غابة يسكنها البشر المتوحش لارشادهم و تثقيفهم، فقاموا اليه و أهانوه، و ضربوه و حبسوه، و لم يفسحوا له المجال ليتكلم أو ليكتب، أو ليفيض عليهم المعارف أو ينقذهم من حياة التوحش، و يرشدهم الي حياة أفضل، و معيشة رغيدة، و مجتمع سعيد مزدهر، فهذا يدل علي انحطاط ذلك البشر المتوحش، و تجرده عن كل ثقافة و حضارة، و انسانية و ادراك.

و ليس الامام الجواد (عليه السلام) بأول من خانه الدهر، و ظلمه، التاريخ. بل سبقه آباؤه الطاهرون، و التاريخ نفسه يشهد بذلك.



[ صفحه 19]