بازگشت

قصيدة ثالثة


و للعلامة البحاثة المرحوم الشيخ جعفر النقدي قصيدة في مدح الامام



[ صفحه 426]



الجواد (عليه السلام) و رثائه:



نفت عن مقلتي طيب الرقاد

أحاديث الصبابة في سعاد



الي أن يقول:



لكم غزلي و مدحي في امامي

أبي الهادي (محمد الجواد)



هو البر التقي، حمي البرايا

و غيث المجتدي، غوث المنادي



امام، أوجب الباري ولاه

و طاعته علي كل العباد



دليل بني الهداية، خير داع

الي رب السماء، و خير هادي



امام هدي، مقام علاه أضحت

به الأملاك رائحة غوادي



تقبل منه أرضا، قد أنافت

برفعتها علي السبع الشداد



من الغر الأولي فيهم تجلت

لرواد الهدي سنن الرشاد



و من في فضلهم طوعا و كرها

قد اعترف الموالي و المعادي



بهم كتب السما نطقت، و كم من

حديث جاء من أهل السداد



و قبل وجودهم قد كان يدعو

بهم قس بن ساعدة الأيادي



تخذت ولاءهم دينا لأني

رأيت ولاءهم خير العتاد



و هم حصني اذا ما ناب خطب

و هم مغني انتجاعي و ارتيادي



و منهم نعمتي، و هم رجائي

و هم ذخري الطريف مع التلاد



اذا ما سدت الأبواب فاقصد

(جواد) بني الهدي، باب المراد



تري بابا، به الحاجات تقضي

و منتجعا، خصيب المستراد



و مولي فيه تلتجأ البرايا

لدي الجلي و في السنة الجماد



لطلاب الحوائج من نداه

تزاحمت العوائد و البوادي



علي وفاده كالغيث تهمي

يداه، مدي الزمان بلا نفاد



بحار علومه، علم البرايا

لدي زخارها شبه الثماد



رأي دين المهيمن منه شهما

كريم الذب عنه و الذياد



[ صفحه 427]



فكان بظله في خير أمن

به لم يخش غائلة الأعادي



و كم ظهرت له من معجزات

رآهن الحواضر و البوادي



و ما ارتدعوا بنوالعباس عما

قلوبهم حوته من عناد



فساموه الأذي حسدا ببغي

لهم قد فاق شرا بغي عاد



و دس لقتله سما ذغافا

زنيم، ليس يؤمن بالمعاد



فأغضب ربه فيما جناه

و أرضي (أحمد بن ابي داؤد)



و بات الطهر، و الأحشاء منه

بها نار الأسي ذات اتقاد



كأن فؤاده، و السم فيه

تقطعه ظبي بيض حداد



تقلبه الشجون علي بساط

من الأسقام، دامي القلب صادي



ءام الفضل، لا قدست روحا

و لا وفقت يا بنت الفساد



حكيت (جعيدة) في سوء فعل

فخصمك احمد يوم التناد



أمثل (ابن الرضا) يبقي ثلاثا

رهين الدار، في كرب شداد



و يقضي فوق سطح الدار فردا

و أنت من الغواية في تمادي



أفتيان العلي من آل فهر

و أبطال الوغي، يوم الجلاد



و أبناء المواضي و العوالي

و فرسان المطهمة الجياد



هلموا بالمسومة المذاكي

لدرك الثار، ضابحة عوادي



عليها كل مغوار جسور

يزين حسامه طول النجاد



فان دماءكم ضاعت جبارا

لدي الطلقاء من باغ وعادي



و فعل (بني نثيلة) فاق شرا

فعال أمية و بني زياد



سقي الزوراء غيث مستمر

و عاهد أرضها صوب العهاد



[ صفحه 428]



ربا أرجائها أعلي مقاما

و أزهي من ربا ذات العماد



بقبر ابن الرضا و ابيه حق

لها، لو فاخرت كل البلاد



هما كهف النجاة لمن رمته

لياليه بداهية تآد



كريما محتد من كان مثلي

يودهما فمن كرم الولاد



فما زالت قبورهما قصورا

مشيدة، رفيعات العمال



و ما برحت وجوه بني البغايا

بأقلامي يسودها مدادي



[ صفحه 429]