بازگشت

قصيدة اخري


و للمرحوم آيةالله الشيخ محمدحسين الغروي الاصفهاني قصيدة في مدح الامام الجواد (عليه السلام) و رثائه.. نقتطف منها ما يلي:



هو الجواد لا الي النهاية

و جوده غاية كل غاية



و باب ابواب المراد بابه

و الحرز من كل البلا حجابه



كهف الوري و غوث كل ملتجي

في الضيق و الشدة باب الفرج



عين الرضا، لابد منها فيه

فهو اذن سر الرضا: أبيه



بل هو كالكاظم في مراتبه

فان كظم الغيظ جود صاحبه



يمثل الصادق فيما وعدا

اذ صادق الوعد جودا أبدا



يمثل الباقر في المكارم

فان نشر العلم جود العالم



يمثل السجاد في فضائله

فان بذل الجهد جود باذله



و ليس كالشهيد من جواد

بالنفس و الأموال و الأولاد



و من كعمه الزكي المجتبي

فانه الكريم في آل العبا



حتي اذا لم تبق منه باقيه

جاد بأنفس النفوس الراقية



جاد بنفسه سميعا ظاميا

نال من الجود مقاما ساميا



و العروة الوثقي التي لا تنفصم

تقطعت ظلما بسم المعتصم



قضي شهيدا و هو في شبابه

دس اليه السم في شرابه



أفطر عن صيامه بالسم

فانفطرت منه سماء العلم



و انشقت السماء بالبكاء

علي عماد الأرض و السماء



و انطمست نجومها حيث خبا

بدر المعالي شرفا و منصبا



و انتشرت كواكب السعود

علي نظام عالم الوجود



[ صفحه 425]



و كادت الأرض له تميد

بأهلها، اذ فقد العميد



قضي بعيد الدار عن بلاده

و عن عياله و عن اولاده



تبكي علي غربته الأملاك

تنوح في صريرها الأفلاك



تبكيه حزنا أعين النجوم

تلعن قاتليه بالرجوم



و ناحت العقول و الأرواح

بل ناحت الأطفال و الأشباح



صبت عليه أدمع المعالي

هدت له اطوادها العوالي



بكت لربانيها العلوم

ناحت علي حافظها الرسوم



قضي شهيدا، و بكاه الجود

كأنه بنفسه يجود



يبكي علي مصابه محرابه

كأنه أصابه مصابه



تبكي الليالي البيض بالضراعة

سودا الي يوم قيام الساعة



تعسا و بؤسا لابنة المأمون

من غدرها، لحقدها المكنون



فانها سر أبيها الغادر

مشتقة من أسوأ المصادر



قد نال منها من عظائم المحن

ما ليس ينسي ذكره مدي الزمن



فكم سعت الي أبيها الخائن

به، لما فيها من الضغائن



حتي اذا تم لها الشقاء

أتت بما اسود به الفضاء



سمته غيلة بأمر المعتصم

و الحقد داء هو يعمي و يصم



ويل لها مما جنت يداها

و في شقاها تبعت أباها



بل هي أشقي منه، اذ ما عرفت

حق وليها، و لا به وفت



و لا تحننت علي شبابه

و لا تعطفت علي اغترابه



تبت يداها و يدا أبيها

مصيبة جل العزاء فيها