بازگشت

من بديع النثر


لقد اجاد العلامة الأديب علي بن عيسي الاربلي (رحمه الله) حيث قال:

الجواد (عليه السلام) في كل أحواله جواد، و فيه يصدق قول اللغوي: جواد من الجودة من أجواد، فاق الناس بطهارة العنصر، و زكاء الميلاد، و افترع قلة العلاء فما فاز به أحد و لا كاد.

مجده عالي المراتب، و مكانته الرفيعة تسمو علي الكواكب، و منصبه يشرف علي المناصب، اذا آنس الوفد نارا قالوا: ليتها ناره، لا نار غالب.

له الي المعالي سمو، و الي الشرف رواح و غدو، و في السيادة اغراق و غلو، و علي هام السماك ارتفاع و علو، و من كل رذيلة بعد، و الي كل فضيلة دنو.

تتأرج المكارم من اعطافه، و يقطر المجد من أطرافه، و تروي اخبار السماح عنه و عن أبنائه و أسلافه، فطوبي لمن سعي في ولائه، و الويل لمن رغب في خلافه.

اذا اقتسمت غنائم المجد و المعالي و المفاخر كان له صفاياها، و اذا امتطيت غوارب السؤدد كان له أعلاها و أسماها.

يباري الغيث جودا و عطية، و يجاري الليث نجدة و حمية، و يبذ السير سيرة رضية، مرضية سرية.

اذا عدد آباؤه الكرام، و أبناؤه (عليهم السلام) نظم اللئالي الأفراد في عده، و جاء بجماع المكارم في رسمه و حده، و جمع أشتات المعالي فيه،



[ صفحه 422]



و في آبائه من قبله، و في أبنائه من بعده، فمن له أب كأبيه أو جد كجده؟!

فهو شريكهم في مجدهم، و هم شركاؤه في مجده، و كما ملأوا أيدي العفاة برفدهم، ملأوا أيديهم برفده...

بهم اتضحت سبل الهدي، و بهم سلم من الردي، و بحبهم ترجي النجاة و الفوز غدا، و هم أهل المعروف، و اولوا الندي.

كل المدايح دون استحقاقهم، و كل مكام الأخلاق مأخوذة من كريم أخلاقهم و كل صفات الخير مخلوقة في عنصرهم الشريف و أعراقهم، فالجنة في وصالهم، و النار في فراقهم.

و هذه الصفات تصدق علي الجمع منهم و الواحد، و تثبت للغائب منهم و الشاهد، و تتنزل علي الولد منهم و الوالد.

حبهم فريضة لازمة، و دولتهم باقية دائمة، و أسواق سؤددهم قائمة، و ثغور محبيهم باسمة، و كفاهم شرفا ان جدهم محمد، و أباهم علي، و أمهم فاطمة (عليهم السلام). [1] .


پاورقي

[1] كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة.