بازگشت

مرقده الشريف


كان الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) - في الايام التي كان في بغداد - قد اشتري أرضا في مقابر قريش لنفسه قبل وفاته، ليدفن فيها [1] و لما قضي الامام نحبه دفن فيها.

و في نفس البقعة دفن الامام الجواد (عليه السلام) خلف قبر جده الامام موسي بن جعفر (عليه السلام).

و هذه البقعة الطاهرة، و المرقد الشريف، و المقام المنيف - الذي دفن فيه الامامان (عليهماالسلام) - له تاريخ طويل، حافل بالمصائب و المآسي، نذكر بعض ما جري، بصورة موجزة، و التفاصيل مذكورة في (الكامل) لابن الأثير، و غيره:

بعدما دفن الامام الجواد عند قبر جده الامام موسي الكاظم، و انقضت فترة غير معلومة - عندنا - بنيت علي قبرهما بنية.

و سميت البقعة ب (الكاظمين) و كان الزائرون من الشيعة يزورون



[ صفحه 409]



الامامين (عليهماالسلام) من مسجد كان هناك، أو من وراء حجاب آخر، خوفا من المناوئين.

و بمرور الزمان بنيت المساكن حول تلك البقعة المقدسة، حتي صارت قرية من قري بغداد. [2] .

و وضعوا علي القبرين ضريحين - بعد هدم البنية و تجديدها -.

و في أيام الديالمة ارتفع الخوف، و كثر ازدحام الزوار من الشيعة، و كثرت البيوت و المساكن.

و في سنة 336 هجرية أمر معز الدولة أحمد بن بويه بتجديد عمارة المرقدين، و تجديد الضريحين، و تزيين المقام، و بني أمام المقام صحنا واسعا، رفيع الجدران.

و عين جنودا و عساكر لخدمة المقام، و المحافظة عليه، و تأمين الزوار، فكان الناس يقصدون المقام أفواجا أفواجا، و كثر المجاورون للمقام.

و في أيام البويهيين ازداد المقام شهرة، و ازداد عدد الزوار.

و في سنة 369 ه - زاد عضدالدولة في تعمير المشهد داخلا و خارجا.

و في سنة 443 ه وقعت فتنة عظيمة في بغداد بين الشيعة و السنة، لأسباب تافهة، و اخيرا هجم أهل السنة علي مشهد الامامين، و نهبوا ما فيه من النفائس، و في اليوم الآخر أحرقوا المشهد، فاحترق الضريحان و القبتان!!

و في اليوم الآخر أرادوا حفر قبر الامام موسي بن جعفر و الامام محمد



[ صفحه 410]



الجواد لنقلهما الي مقبرة أحمد بن حنبل، ولكن الله تعالي حال دون ذلك، ففشلوا و انقلبوا خائبين.

و بين كل فترة و أخري كانت الفتن تثور بين الشيعة و السنة في بغداد حول كلمة (حي علي خير العمل) في الأذان [3] و (الصلاة خير من



[ صفحه 411]



النوم) [4] و غير ذلك، فكانت الأحقاد تصب علي مرقد الامامين الكاظمين، من نهب و هدم و احراق، و شتم لاذع.

ثم جدد البناء في سنة 446 ه.

و في سنة 490 ه قام أبوالفضل الأسعد بن موسي القمي - احد وزراء الملك شاه السلجوقي - بتعمير المشهد، و بني الروضة المقدسة بناءا محكم الأساس. و وضع صندوقين من الساج علي القبرين الشريفين، و بني مأذنتين رفيعتين حول الروضة.



[ صفحه 412]



و في سنة 517 ه أيضا ثار المخالفون و هجموا علي المشهد الشريف، و قلعوا الأبواب، و نهبوا ما وجدوا من قناديل الذهب و الفضة و المعلقات و النفائس، و خربوا ما وصلت اليه ايديهم من الزينة، كل ذلك في ايام المسترشد العباسي.

و في سنة 575 ه مات المستضيي ء بأمر الله العباسي، و قام ابنه الناصر لدين الله - و كان من الموالين للأئمة المعصومين (عليهم السلام) - فشرع ببناء المشهد الشريف و تعميره، و تزيين الصندوق، و بناء الرواق و المآذن و توسيع الصحن و الساحة، و بناء الحجرات في اطرافها و جوانبها.

و في ايام الظاهر بأمر الله - ابن الناصر لدين الله العباسي - وقع حريق عظيم في الشمهد الشريف، فاحترق الأثاث و الفرش و المصاحف و الكتب، و سرت النار الي الصندوق و الضريح و القبة الشريفة.

فأمر الظاهر بأمر الله وزيره بتعمير المشهد، و في اثناء التعمير مات الظاهر و قام ابنه المستنصر بالله فأكمل التعمير.

و في خلال هذه السنوات كان شط دجلة يتفايض ماؤها، بصورة مكررة و يغرق البيوت و المحلات في بغداد، و تصل الفيضانات الي المشهد الشريف، فكانت الخسائر و الأضرار كثيرة.



[ صفحه 413]



و في سنة 966 ه قام الشاه اسماعيل الصفوي بتجديد عمارة المشهد من أساسه، و بني القبتين الشريفتين بطرز جميل أنيق، و عوض المنارتين بأربع منائر، و بني المسجد المعروف بالجامع الصفوي في شمال الروضة، و قام بخدمات و انجازات جليلة اخري.

و في سنة 1047 ه دخل السلطان العثماني مراد الرابع، فنهب جنوده مدينة بغداد، و هجموا علي الروضة الكاظمية المقدسة، و نهبوا ما فيها من النفائس من قناديل الذهب و الفضة و غيرها.

و في سنة 1211 ه أمر السلطان محمدشاه القاجار بتذهيب القبتين الشريفتين و تذهيب رؤوس المنائر الشريفة، و أمر بتذهيب الايوان الصغير، و أمر بفرش الرواق و الروضة بالمرمر الأبيض، و أضاف الي سعة الصحن الشريف بعض البيوت المجاورة.

و في سنة 1287 ه أمر السلطان ناصرالدين شاه بنصب ضريح فضي علي الضريح الفولاذي، و في سنة 1293 ه قام فرهاد ميرزا - عم ناصرالدين شاه - ببناء الصحن و تجديد عمارته، فهدم البنيان السابق، و اشتري عددا من البيوت المجاورة، و أضافها الي سعة الصحن، و بني في أطرافه الحجرات الجميلة، و زين جميع الجدران بالقاشاني، و فرش الصحن بالصخور الثمينة.

و يناسب - في هذا المجال - ان نذكر ما انشده الشيخ البهائي (رحمه الله) بشأن مرقد الامامين الكاظمين (عليهماالسلام).. يقول:



ألا يا قاصد الزوراء عرج

علي الغربي من تلك المغاني



و نعليك اخلعن و اخضع خشوعا

اذا لاحت لديك القبتان



فتحتهما - لعمرك - نار موسي

و نور محمد يتلألآن



[ صفحه 414]



و الحق يقال: لقد بني هذا الصرح الشريف، و شيد هذا المقام الأقدس بأجمل بناء، و أبهي آيات الفن المعماري، و الجمال الهندسي، له منظر رائع، و مرأي تبتهج منه النفوس، و تنشرح منه الصدور، و يشعر الزائر - حين دخوله الروضة - بالهيبة و الخشوع و الروحانية.

و تفتح أبواب المقام و الروضة من قبل طلوع الفجر، و تبقي مفتوحة الي ساعات من الليل، و المسلمون - علي اختلاف جنسياتهم و قومياتهم - يتقربون الي الله تعالي بزيارة هذا المشهد المقدس و يقصدونه افواجا افواجا، من اطراف العراق و خارجه من البلاد الاسلامية، بل و غير الاسلامية التي يقطنها الشيعة، و يحيطون بالضريح المقدس المنصوب علي قبر الامامين (عليهماالسلام) و يتبركون به التقبيل و الالتزام - كما هي سيرة المسلمين منذ عهد الصحابة [5] - و يلقون - في زيارتهما - خطابا مأثورا يشتمل علي الشهادة لهما بالامامة و الخلافة لرسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و الاشادة بشخصيتهما العظيمة و فضائلهما الكريمة و مواقفهما المجيدة في نشر دين الله و احياء سنن رسول الله و محاربة الباطل و اهله، و ما لاقياه من الآذي و الاضطهاد علي يد اعداء الله الظالمين.

و قد صارت الروضة المقدسة مركزا لذكر الله و الصلاة و تلاوة القرآن



[ صفحه 415]



و الدعاء و الابتهال الي الله سبحانه، و غير ذلك من العبادات، و ما ذاك الا لشرافة المكان و قدسية المدفون فيه.

و يقوم الخطباء و الشعراء بالقاء الخطب و القصائد المشتملة علي فضل اهل البيت و مكارم اخلاقهم و عظيم منزلتهم عند الله تعالي، ثم يختمونها بذكر جانب من مصائبهم الأليمة.

و تمتاز ليلة الجمعة - من كل اسبوع - بكثرة الزائرين و المصلين و الذاكرين. و يشتد الزحام في يوم 25 رجب حيث يصادف ذكري استشهاد الامام الكاظم (عليه السلام) و آخر يوم من شهر ذي القعده حيث يصادف ذكري استشهاد الامام الجواد (عليه السلام).

و هكذا الوفود الرسمية - التي تزور العراق، من ملوك و رؤساء و غيرهم - تحظي بالمثول أمام هذين المرقدين الشريفين.

و أرباب الحوائج يتوافدون الي الروضة المباركة، و يرفعون حوائجهم الي الله تعالي، و يستشفعون بالامام موسي بن جعفر الكاظم و الامام محمد الجواد (عليهماالسلام) في قضاء حوائجهم الي الله عزوجل و الحوائج تقضي، و المشاكل تنحل، و الهموم تزول، و الصعوبات تسهل باذن الله.

و قد اشتهر الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) بباب الحوائج، و هكذا عرف الامام الجواد (عليه السلام) باب المراد و يعبر عنهما بالكاظمين او الجوادين.

و تقام صلوات الجماعة في هذا الصحن المقدس، و داخل الروضة الشريفة، و يدفن الأموات في الحجرات المحيطة بالصحن الشريف و في الصحن ايضا.

و خلال هذه القرون دفن جماعة من العظماء أمثال الشيخ المفيد محمد بن محمد بن نعمان، و الشيخ خواجه نصيرالدين الطوسي، و غيرهما من



[ صفحه 416]



أكابر الشخصيات، و أعاظم العلماء و الأشراف و الأعيان، في جوار هذين المرقدين الشريفين.

و أختم هذا البحث بكلمتين فيهما عبرة و تبصرة و تذكرة:

الأولي: قد قرأت - في هذا الكتاب - ما جري علي الامام الجواد (عليه السلام) طيلة حياته من المأمون و المعتصم، و فقهاء البلاط العباسي، و قضاة الجور، و نظرائهم من فاقدي الضمائر، الي أن قتلوه بالسم.

ثم قرأت ما جري علي قبره الشريف، و قبر جده الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) من النهب و الهدم و الحرق، و أنواع الاهانة، بصورة مكررة، علي مر القرون و الأجيال.

و في خلال 800 سنة كان هذا المرقد هدفا لسهام الأعداء، فبين كل برهة و اخري كان يقوم بعض رجالات الشيعة - من آل بويه و السلاجقة، و بعض العباسيين و سلاطين ايران - بتشييد المرقد، و تزيينه بالقناديل و المعلقات، و الستائر الثمينة، و المصاحف النفيسة، و أنواع الفرش التي لا يمكن تثمينها.

ولكن جميع هذه الجهود و الهدايا و الانجازات كانت تقع طعمة للحريق او النهب من اولئك الأشرار، فالقوم ابناؤ القوم، فكأنهم توارثوا العداء و الحقد خلفا عن سلف، و جيلا بعد جيل، كرامة لرسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) الذي يعتبرونه نبيهم و يزعمون انهم من أمته!!

و هم يقرأون قوله تعالي: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي) فهذه المودة التي جعلها الله أجرا لرسالة نبيه محمد (صلي الله عليه و آله و سلم)!!



[ صفحه 417]



بعد هذا كله: عرفت ما قام به الحاقدون ضد اهل بيت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)

فلقد حاربوهم أحياءا و أمواتا، و قاموا بما قاموا ضد مراقدهم و مشاهدهم.. و لا يزال الحبل ممدودا حتي اليوم.

و بين كل فترة و أخري تنزل الي الأسواق الكتب المسمومة، المليئة بالحقد و العداء لآل رسول الله و لشيعتهم، بقلم أناس مستأجرين مرتزقة، أو مندفعين بالبغض الموروث (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، و يأبي الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).

و ليت شعري لماذا هذا النشاط المسعور؟!

و هل تنسجم هذه الأعمال مع الاسلام الذي يعتنقه هؤلاء المناوئون؟!

و هل يعتقد هؤلاء بيوم الحساب، و الجزاء، و الوقوف بين يدي الله تعالي؟!

و بماذا يجيبون رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) - يوم القيامة - لو سألهم عما كتبوا ضد أهل بيته الأطهار و شيعتهم، و عما اكتسبوا من الجرائم و المخازي؟!!

أنا ما أدري، و لعلهم يدرون!!

الكلمة الثانية: هذا مرقد الامام الجواد، المظلوم المضطهد، المقتول بالسم.. فاين قبر المعتصم العباسي؟! و قبر أم الفضل قاتلة الامام الجواد؟!

و اين قبور يحيي بن أكثم و أحمد بن ابي داؤد، و نظرائهم من المجرمين



[ صفحه 418]



الجناة الذين استولوا علي العباد و البلاد. و ملكوا الشرق و الغرب، و أراقوا آلاف الأطنان من دماء الأبرياء، و امتصوا دماء الشعوب، و سلبوهم حتي من حقوق الحياة، و بذلوا قصاري جهودهم لسحق كل من لم يكن معهم، و قاموا بجميع المحاولات لتثبيت قواعد عروشهم؟؟!

فأين هم الآن؟ أين؟ أين؟

فهل يعلم أحد اين دفنوا؟!

و هل يزور قبورهم أحد؟!

و هل يترحم عليهم أحد؟!

و هل تركوا الذكر الحسن حتي يذكرهم الناس بالخير؟!

(ان هذه تذكرة، فمن شاء اتخذ الي ربه سبيلا».



[ صفحه 419]




پاورقي

[1] كتاب الدر النظيم في مناقب الأئمة (عليهم السلام) للفاضل الفقيه يوسف بن حاتم الشامي العاملي.

[2] أما اليوم فقد صارت مدينة كبيرة ذات شهرة عظيمة، و تسمي ب (الكاظمية) زادها الله شرفا.

[3] كانت كلمة (حي علي خير العمل) من فصول الأذان و الاقامة و جزءا منهما في عهد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و في حكومة ابي بكر، و شطر من حكومة عمر بن الخطاب، ثم اسقط عمر هذا الفصل من الأذان و الاقامة و قال: «ثلاث كن علي عهد رسول الله و أنا انهي عنهن و احرمهن و أعاقب عليهن: متعة النساء و متعة الحج و حي علي خير العمل» - كتاب شرح التجريد للقوشجي -.

و تبعه من تبعه. اما ائمة اهل البيت (عليهم السلام) و اتباعهم فقد ثبتوا علي الالتزام بهذا الفصل في الأذان و الاقامة.

و قد واجه عمر رفضا من بعض المسلمين، فاعتبروا اسقاط هذا الجزء من الأذان: بدعة في الدين، و خروجا عن سنة رسول الله، و منهم عبدالله بن عمر، فقد كان يقول في الأذان: حي علي خير العمل - كما في السيرة الحلبية ج 2 ص 110 باب الأذان -.

و عندما انتقلت السلطة الي خليفة رسول الله: الامام علي اميرالمؤمنين (عليه السلام) أمر باعادة هذا الجزء الي الأذان، كما كان في عهد رسول الله. و كان له مؤذن اسمه عامر بن نباح، و كان يقول - في الأذان - حي علي خيرالعمل، فاذا رآه الامام قال له - مشجعا -:



مرحبا بالقائلين عدلا

و بالصلاة مرحبا و أهلا



كما في كتاب من لا يحضره الفقيه ج 1 باب الأذان.

و ان تسأل: لماذا اسقط عمر هذا الجزء من الأذان و الاقامة؟

الجواب: نفس هذا السؤال سأله محمد بن ابي عمير من الامام ابي الحسن (لعله الامام الرضا) (عليه السلام)

فقال له الامام: تريد العلة الظاهرة او الباطنة؟

قال: اريدهما جميعا.

فقال (عليه السلام): أما العلة الظاهرة فلئلا يدع الناس الجهاد اتكالا علي الصلاة و أما [العلة] الباطنة فان خير العمل: الولاية، فاراد من امر بترك (حي علي خير العمل) من الأذان ان لا يقع حث عليها و دعاء اليها.» وسائل الشيعة ج 2 ابواب الأذان و الاقامة.

و لهذا فقد تمسك ائمة اهل البيت (عليهم السلام) بهذا الفصل من الأذان اقتداءا برسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و احياءا لسنته و اماتة للبدع الحادثة، و قد صار هذا الجزء شعارا لأهل البيت و شيعتهم، طوال التاريخ.

[4] قال العلامة البحاثة الكبير السيد عبدالحسين شرف الدين (اعلي الله مقامه) - في كتاب النص و الاجتهاد -: «انا تتبعنا السنن المختصة بفصول الأذان و الاقامة علي عهد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فلم يكن فيها: (الصلاة خير من النوم) بل لم يكن هذا الفصل علي عهد ابي بكر - كما يعلمه جهابذة السنن و نقدة الحديث - و انما امر به عمر بعد مضي شطر من خلافته..».

و ذكر مالك بن انس - امام المالكية - في كتابه الموطأ: (.. ان المؤذن جاء الي عمر بن الخطاب يؤذنه بصلاة الصبح، فوجده نائما، فقال: الصلاة خير من النوم. فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح)

و جاء في شرح الموطأ للزرقاني:.. ان عمر قال لمؤذنه: اذا بلغت (حي علي الفلاح) في الفجر فقل: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم!!

و في كتاب (روضة المتقين) ج 2 ص 227:

و روي أبوبصير عن أحدهما: [الامام الباقر و الامام الصادق] (عليهماالسلام) أنه قال: «ان بالا كان عبدا صالحا، فقال: لا أؤذن لأحد بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم).

فترك - يومئذ - حي علي خير العمل».

قال المجلسي الأول: و كأن وجه ترك بلال الأذان ترك هذه الكلمة لأن عمر كان يبالغ في تركها لمصلحة الجهاد. حتي روي العامة أنه كان يباحث مع رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) في تركها و يجاب بأنها وحي من الله، و ليس مني.

[5] روي الحاكم النيسابوري في كتاب مستدرك الصحيحين ج 4 صس 515 ان مروان بن الحكم جاء يوما الي مسجد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فوجد رجلا واضعا وجهه - او جبهته - علي القبر الشريف، فغضب و أخذ برقبة الرجل و قال له: هل تدري ما تصنع؟!

فرفع الرجل رأسه، و اذا هو ابوايوب الأنصاري، فقال لمروان: نعم اني لم آت الحجر، انما جئت رسول الله و لم آت الحجر...).

من هنا نعرف ان التبرك بقبور اولياء الله كان شيئا معروفا عند الصحابة، و نعرف ايضا ان المنع من التوسل و التبرك بقبور اولياء الله انما هو من بدع بني امية و ضلالاتهم.