بازگشت

دعاء الامام الجواد في قنوته


ذكر السيد ابن طاووس في (مهج الدعوات) قنوتات للأئمة الطاهرين، من الامام الثاني الي الامام الثاني عشر (عليهم السلام) و كلها تدل علي مدي اضطهاد الأئمة (عليهم السلام) و استيائهم من تلك العصور و من تلك الحكومات التي فسدت و أفسدت، و ضلت و أضلت..

و هذه القنوتات كانت ضمن تركة الشيخ محمد بن عثمان، النائب الثاني للامام المهدي (عليه السلام) و لها شرح مفصل، و نقتطف - هنا - قنوت الامام الجواد (عليه السلام):

«منائحك متتابعة، و أياديك متوالية، و نعمك سابغة، و شكرنا قصير، و حمدنا يسير، و أنت بالتعطف علي من اعترف جدير.

اللهم و قد غص اهل الحق بالريق، و ارتبك أهل الصدق في المضيق، و أنت - اللهم - بعبادك و ذوي الرغبة اليك شفيق، و باجابة دعائهم و تعجيل الفرج عنهم حقيق.

اللهم فصل علي محمد و آل محمد، و بادرنا منك بالعون الذي لا خذلان بعده، و النصر الذي لا باطل يتكأده، و أتح لنا من لدنك متاحا فياحا، يأمن فيه وليك، و يخيب فيه عدوك، و يقام فيه معالمك، و يظهر



[ صفحه 396]



فيه أوامرك، و تنكشف فيه عوادي عداتك.

اللهم بادرنا منك بدار الرحمة، و بادر أعدائك من بأسك بدار النقمة

اللهم أعنا، و أغثنا، و ارفع نقمتك عنا، و أحلها بالقوم الظالمين».

و دعا (عليه السلام) في قنوته:

«اللهم أنت الأول بلا أولية معدودة، و الأخرة بلا آخرية محدودة، أنشأتنا لا لعلة اقتسارا، و اخترعتنا لا لحاجة اقتدارا، و ابتدعتنا بحكمتك اختيارا، و بلوتنا بأمرك و نهيك اختبارا، و أيدتنا بالالات و منحتنا بالأدوات، و كلفتنا الطاقة، و جشمتنا الطاعة، فأمرت تخييرا، و نهيت تحذيرا، و خولت كثيرا، و سألت يسيرا، فعصي أمرك فحلمت، و جهل قدرك فتكرمت، فأنت رب العزة و البهاء، و العظمة و الكبرياء، و الاحسان و النعماء و المن و الالاء، و المنح و العطاء، و الانجاز و الوفاء.

و لا تحيط القلوب لك بكنه، و لا تدرك الأوهام لك صفة، و لا يشبهك شي ء من خلقك، و لا يمثل بك شي ء من صنعتك.

تباركت أن تحس أو تمس، أو تدركك الحواس الخمس، و أني يدرك مخلوق خالقه؟ تعاليت - يا الهي - عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

اللهم أدل لأوليائك من اعدائك الظالمين، الباغين الناكثين القاسطين المارقين، الذين أضلوا عبادك، و حرفوا كتابك، و بدلوا أحكامك و جحدوا حقك، و جلسوا مجالس أوليائك جرأة منهم عليك، و ظلما منهم لأهل بيت نبيك (عليهم سلامك، و صلواتك و رحمتك و بركاتك) فضلوا و أضلوا خلقك، و هتكوا حجاب سترك عن عباك، و اتخذوا - اللهم - مالك دولا، و عبادك خولا؛



[ صفحه 397]



و تركوا - اللهم - عالم أرضك في بكماء عمياء، ظلماء، مدلهمة، فأعينهم مفتوحة، و قلوبهم عميئة، و لم تبق لهم - اللهم - عليك من جحة.

لقد حذرت - اللهم - عذابك، و بينت نكالك، و وعدت المطيعين احسانك، و قدمت اليهم بالنذر، فآمنت طائفة.

فأيد - اللهم - الذين آمنوا علي عدوك، و عدو أوليائك، فأصبحوا ظاهرين و الي الحق داعين، و للامام المنتظر القائم بالقسط تابعين.

و جدد - اللهم - علي عدوك و أعدائهم نارك و عذابك، الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين.

اللهم صل علي محمد و آل محمد، و قو ضعف المخلصين لك بالمحبة، المشايعين لنا بالموالاة، المتبعين لنا بالتصديق و العمل، الموازرين لنا بالمواساة فينا، المحيين ذكرنا اجتماعهم، و شد ركنهم، و سدد - اللهم - دينهم الذي ارتضيته لهم، و أتمم عليهم نعمتك، و خلصهم و استخلصهم.

و سد - اللهم - فقرهم، و المم - اللهم - شعث فاقتهم، و اغفر - اللهم - ذنوبهم، و خطاياهم، و لا تزغ قلوبهم بعد اذ هديتهم، و لا تخلهم - أي رب - بمعصيتهم، و احفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة بولاية اوليائك، و البرائة من اعدائك، انك سميع مجيب، و صلي الله علي محمد و آله الطيبين الطاهرين». [1] .

ايها القاري ء الكريم: بعد الانتباه الي هذه الجملات و المواضيع المذكورة في هذا الدعاء، يظهر لك - بكل وضوح - بعض ما كان الامام



[ صفحه 398]



الجواد (عليه السلام) يعانيه من ذلك المجتمع.. فتراه يستنصر بالله عزوجل، و يستدفع به الأعداء، و يذكر بعض جرائمهم بحق المجتمع الاسلامي، و كأنه يشعر بالخطر محيطا بالشيعة، فيسأل الله تعالي ان يحفظ الشيعة من شر الأعداء و الظالمين.


پاورقي

[1] مهج الدعوات ص 60.