بازگشت

حرز الامام الجواد


قال الامام الجواد (عليه السلام) للمأمون: عندي عقد تحصن به نفسك، و تحرز به من الشرور و البلايا و المكاره و الآفات و العاهات كما أنقذني الله منك البارحة! ولو لقيت به جيوش الروم و الترك، و اجتمع عليك و علي غلبتك أهل الأرض جميعا ما تهيأ لهم منك شي ء باذن الله الجبار، و ان أحببت بعثت به اليك لتحترز به من جميع ما ذكرت لك.



[ صفحه 377]



قال: نعم، فاكتب ذلك بخطك، و ابعثه الي.

قال: (عليه السلام): نعم.

قال ياسر: فلما أصبح ابوجعفر بعث الي فدعاني، فلما صرت اليه، و جلست بين يديه دعا برق ظبي [1] من أرض تهامة، ثم كتب بخطه هذا العقد، ثم قال: يا ياسر احمل هذا الي أميرالمؤمنين!! و قل له: حتي يصاغ له قصبة من فضة [2] منقوش عليها ما اذكره بعده، فاذا أراد شده علي عضده فليشد علي عضده الأيمن، و ليتوضأ وضوءا حسنا سابغا، و ليصل اربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، و سبع مرات آيةالكرسي، و سبع مرات «شهد الله» [3] و سبع مرات «و الشمس و ضحاها» و سبع مرات «و الليل اذا يغشي» و سبع مرات: «قل هو الله احد» فاذا فرغ منها فليشده علي عضده الأيمن عند الشدائد و النوائب يسلم - بحول الله و قوته - من كل شي ء يخافه و يحذره.

و ينبغي ان لا يكون طلوع القمر في برج العقرب، ولو أنه غزي أهل الروم و ملكهم لغلبهم باذن الله و بركة هذا الحرز.

و روي انه لما سمع المأمون من ابي جعفر - الجواد - في امر الحرز هذه الصفات كلها غزي أهل الروم، فنصره الله تعالي عليهم، و منح منهم من المغنم ما شاء الله، و لم يفارق هذا الحرز عند كل غزاة و محاربة، و كان ينصره الله عزوجل بفضله، و يرزقه الفتح بمشيئته، انه ولي ذلك بحوله و قوته، و اما الحرز:



[ صفحه 378]



بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين - الي آخر السورة - ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض، و الفلك تجري في البحر بأمره، و يمسك السماء أن تقع علي الأرض الا باذنه، ان الله بالناس لرؤف رحيم، اللهم أنت الواحد الملك الديان يوم الدين، تفعل ما تشاء بلا مغالبة، و تعطي من تشاء بلا من، و تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد، و تداول الأيام بين الناس، و تركبهم طبقا عن طبق أسألك باسمك المكتوب علي سرادق المجد، و اسألك باسمك المكتوب علي سرادق السرائر، السابق، الفائق، الحسن، الجميل، النضير، رب الملائكة الثمانية و العرش الذي لا يتحرك، و اسألك بالعين التي لا تنام، و بالحياة التي لا تموت، و بنور وجهك الذي لا يطفا، و بالاسم الأكبر الأكبر الأكبر، و بالاسم الأعظم الأعظم الأعظم الذي هو محيط بملكوت السماوات و الأرض، و بالاسم الذي أشرقت به الشمس، و أضاء به القمر، و سجرت به البحور، و نصبت به الجبال و بالاسم الذي قام به العرش و الكرسي، و باسمك المكتوب علي سرادق العظمة، و باسمك المكتوب علي سرادق البهاء، و باسمك المكتوب علي سرادق القدرة و باسمك العزيز، و باسمائك المقدسات المكرمات المخزونات في علم الغيب عندك.

و أسألك من خيرك خيرا مما أرجو، و أعوذ بعزتك و قدرتك من شر ما اخاف و أحذر، و ما لا أحذر، يا صاحب محمد يوم حنين، و يا صاحب علي يوم صفين، انت يا رب مبير الجبارين و قاصم المتكبرين اسألك بحق طه و يس و القرآن العظيم، و الفرقان الحكيم أن تصلي علي محمد و آل محمد، و أن تشد به عضد صاحب هذا العقد، و أدرأ بك في نحر كل جبار عنيد، و كل شيطان مريد، و عدو شديد، و عدو منكر الأخلاق، و اجعله



[ صفحه 379]



ممن أسلم اليك نفسه، و فوض اليك أمره، و ألجأ اليك ظهره.

اللهم بحق هذه الأسماء التي ذكرتها و قرأتها، و أنت أعرف بحقها مني، و اسألك يا ذا المن العظيم، و الجود الكريم، ولي الدعوات المستجابات، و الكلمات التامات و الأسماء النافذات، و اسألك يا نور النهار و يا نور الليل، و نور السماوات و الأرض، و نور النور و نورا يضي ء به كل نور، يا عالم الخفيات كلها في البر و البحر و الأرض و السماء و الجبال.

و أسألك يا من لا يفني، و يا يبيد و لا يزول، و لا له شي ء موصوف، و لا اليه حد منسوب، و لا معه اله، و لا اله سواه، و لا له في ملكه شريك، و لا تضاف العزة الا اليه، و لم يزل بالعلوم عالما، و علي العلوم واقفا، و للأمور ناظما، و بالكينونية عالما، و للتدبير محكما، و بالخلق بصيرا و بالأمور خبيرا.

انت الذي خشعت لك الأصوات، و ضلت فيك الأوهام، و ضاقت دونك الأسباب، و ملأ كل شي ء نورك، و وجل كل شي ء منك، و هرب كل شي ء اليك، و توكل كل شي ء عليك، و أنت الربيع في جلالك، و أنت البهي في جمالك، و أنت العظيم في قدرتك، و انت الذي لا يدركك شي ء، و أنت العلي الكبير العظيم و مجيب الدعوات، قاضي الحاجات، مفرج الكربات، ولي النعمات، يا من هو في علوه دان، و في دنوه عال، و في اشراقه منير، و في سلطانه قوي، و في ملكه عزيز صل علي محمد و آل محمد، و احرس صاحب هذا العقد و هذا الحرز و هذا الكتاب بعينك التي لا تنام، و اكنفه بركنك الذي لا يرام، و ارحمه بقدرتك عليه فانه مرزوقك.

بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله و بالله الذي لا صاحبة له و لا ولد، بسم الله قوي الشأن عظيم البرهان، شديد السلطان، ما شاء الله كان، و ما لم يشأ لم يكن، أشهد أن نوحا رسول الله و أن ابراهيم خليل الله



[ صفحه 380]



و أن موسي كليم الله و نجيه، و أن عيسي بن مريم روح الله و كلمته، صلوات الله عليه و عليهم أجمعين، و أن محمدا (صلي الله عليه و آله و سلم) خاتم النبيين و لا نبي بعده.

و اسألك بحق الساعة التي يؤتي فيها بابليس اللعين يوم القيامة، و يقول اللعين في تلك الساعة والله ما أنا مهيج مردة، الله نور السموات و الأرض و هو القاهر و هو الغالب، له القدرة السابقة، و هو الحكيم الخبير، اللهم و اسألك بحق هذه الأسماء كلها و صفاتها و صورتها، و هي:

سبجان الله الذي خلق العرش و الكرسي، و استوي عليه، أسألك ان تصرف عن صاحب كتابي هذا كل سوء و محذور، فهو عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك، و أنت مولاه فقه - اللهم يا رب - الأسواء كلها، و اقمع عنه. أبصار الظالمين، و ألسنة المعاندين و المريدين له السوء و الضر، و ادفع عنه كل محذور و مخوف،

و أي عبد من عبيدك، أو أمة من امائك، او سلطان مارد، أو شيطان او شيطانة، او جني او جنية، أو غول أو غولة اراد صاحب كتابي



[ صفحه 381]



هذا بظلم او ضر او مكر او مكروه أو كيد او خديعة، او نكاية او سعاية أو فساد أو غرق او اصطلام أو عطب أو مغالبة أو عذر أو قهر أو هتك ستر او اقتدار أو آفة أو عاهة أو قتل أو انتقام أو قطع أو سحر أو مسخ او مرض او سقم أو برص أو جذام أو بؤس أو فاقة أو آفة أو سغب او عطش أو وسوسة أو نقص في دين أو معيشة فاكفنيه بما شئت، و كيف شئت و أني شئت انك علي كل شي ء قدير، و صلي الله علي سيدنا محمد و آله أجمعين، و سلم تسليما كثيرا، و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم و الحمد لله رب العالمين.

فأما ما ينقش علي هذه القصبة من فضة غير مغشوشة:

«يا مشهورا في السموات، يا مشهورا في الأرضين، يا مشهورا في الدنيا و الآخرة، جهدت الجبابرة و الملوك علي اطفاء نورك و اخماد ذكرك، فأبي الله الا أن يتم نورك، و يبوح بذكرك ولو كره المشركون».

و في نسخة: (فأبيت الا ان يتم نورك).



[ صفحه 382]




پاورقي

[1] رق ظبي - بفتح الراء - جلد غزال.

[2] القصبة: الأنبوب.

[3] الآية في سورة آل عمران / 18.