بازگشت

محمد بن عيسي بن زياد


ذكره النجاشي في ترجمة معمر بن خلاد.

و في (تفسير العياشي) عن محمد بن عيسي بن زياد قال:

كنت في دويان ابن (أبي خ ل) عباد، فرأيت كتابا ينسخ [1] فسألت عنه فقالوا: كتاب الرضا الي ابنه [الجواد] (عليهماالسلام) من خراسان، فسألتهم أن يدفعوه الي، فاذا فيه:

أقول: قبل أن أذكر نص الكتاب أجلب انتباه القاري ء الكريم أن مصدر الكتاب هو تفسير العياشي، و رواه الشيخ المجلسي عنه في (البحار) مع تفاوت في بعض الألفاظ.

و توجد كلمات في هذا الكتاب في غاية الغموض و الابهام، بسبب الأغلاط المطبعية أو رداءة الخط في المخطوطات القديمة، و نحن نذكرها و نحاول أن نذكرها صحيحة حسب ما يتبادر الي الذهن.

و المستفاد من هذا الكتاب أن امرأة اسمها سعيدة كانت في دار الامام الرضا (عليه السلام) و في كتاب (تنقيح المقال) «ان سعيدة جارية



[ صفحه 330]



الامام الصادق (عليه السلام) و عد الشيخ الطوسي سعيدة من أصحاب الامام الكاظم (عليه السلام) و لعل احداهما هي المذكورة في كتاب الامام الرضا (عليه السلام) فلعلها عاشت الي أيام الامام الرضا (عليه السلام).

و المظنون انها كانت تبدي رأيها في شؤون الامام الجواد (عليه السلام) و تتدخل في بذله و عطائه للناس، فكتب الامام الرضا (عليه السلام) ذلك الكتاب الي ابنه، و أمره أن لا يصغي الي كلام سعيدة، و لا يعمل برأيها، و اليك نص الكتاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

أبقاك الله طويلا، و أعاذك من عدوك:

يا ولدي، فداك أبوك! قد فسرت [كشفت و أظهرت] لك ما لي، و أنا حي سوي، رجاء أن ينميك [2] الله بالصلة لقرابتك، و لموالي موسي و جعفر (رضي الله عنهما).

فأما سعيدة؛ فانها امرأة تري [3] الحزم في البخل، و الصواب في دقة النظر [4] و ليس كذلك، قال الله: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) و قال: (لينفق ذو سعة من سعته و من قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله).



[ صفحه 331]



و قد أوسع الله عليك كثيرا، يا بني فداك أبوك! لا تستر دوني الأمور بحسبها [5] ، فتخطي ء حظك، والسلام». [6] .


پاورقي

[1] النسخ - هنا - كتابة مكتوب أو رسالة أو كتاب حرفا بحرف.

[2] (ينميك الله) من النمو و الزيادة.

[3] في تفسير العياشي: «قوي الحزم في النحل» و هو تصحيف قطعا، و في (البحار): «قوية الحزم» و هو تصحيف خطأ بخطأ آخر.

[4] في المصدر: «رقة الفطر» و الصحيح: ما ذكرناه.

و المقصود: أن سعيدة تري الحزم - و هو ضبط الأمر، و الحذر من فواته - في البخل، و عدم اعطاء الناس شيئا، و تري الصواب في التدقيق، أي شدة المحاسبة في الانفاق، كالتأكد من فقر السائل، و صدق قوله، و مقدار احتياجه الي المساعدة و أمثال ذلك مما ينافي سعة الصدر، و علو النفس.

[5] في (البحار): «لحبها» و في المصدر: «بحسبها» و هو الصحيح و هذه الكلمة مصدر حسب يحسب من أفعال القلوب باصطلاح النحويين كقوله تعالي: (أحسب الناس أن يتركوا) أي لا تعمل كما تظن سعيدة.

[6] تفسير العياشي ج 1 / 131.