بازگشت

ام الفضل بنت المأمون


أم الفضل: بنت المأمون العباسي و زوجة الامام الجواد (عليه السلام) تلك الزوجة المشؤومة، تلك المرأة المعقدة بالعقدة النفسية، لأنها لم تنجب طفلا للامام الجواد.

و كان من ألطاف الله تعالي أن هذه المرأة ما انجبت من الامام الجواد، لأن الله عزوجل لم ير فيها المؤهلات لتكون اما للامام فتفوز بسعادة الدنيا و الآخرة.

انها كانت تتوقع أن يبقي الامام الجواد معها مقطوع النسل، محروما عن الذرية كرامة لعدائها و مشاغباتها ضده (عليه السلام).

ان كانت أم الفضل لا تفهم القيم و المعنويات، و لا يهمها الا عواطفها فقط فان الامام الجواد (عليه السلام) يجب ان يحافظ علي نسله، و لا يكتفي بالمرأة العقيم العاقر.

يجب علي الامام أن يتزوج امرأة اخري كي لا ينقطع حبل الامامة، و هو يعلم أن ثلاثة من ائمة الهدي سيكونون من نسله، آخرهم الامام المهدي صاحب الزمان (عليه السلام).

فاذا كانت أم الفضل تنزعج من زواج الامام الجواد بامرأة اخري فليكن، فليس هذا مهما أمام ذلك الهدف العظيم الأسمي.



[ صفحه 70]



فقد تزوج الامام الجواد (عليه السلام) بامرأة اخري، و بعبارة اخري: اشتري جارية مغربية اسمها سمانة، و هي السيدة التي أنجبت للامام الجواد اولادا و بنات، فثارت في أم الفضل رذيلة الحقد و الحسد.

و كانت تشكو الامام الجواد (عليه السلام) الي أبيها المأمون بسبب زواجه أو شرائه الجارية، و كان المأمون لا يبالي بكلامها، و لم يعبأ بقولها، لأن قصور المأمون كانت حافلة بالجواري، و كان يقضي أكثر أوقاته معهن.

و ربما كانت ام الفضل تنتهز الفرصة، فتدخل علي أبيها في ساعة لعبت الخمرة بعقله، و استولي السكر علي جميع مشاعره و مداركه، كانت تدخل عليه و تبكي، و تشكو من الأمام الجواد (عليه السلام) و تفتري عليه و تقول - للمأمون -: انه يشتمني و يشتمك و يشتم العباس و ولده فيستولي الغضب (المشفوع بالسكر) علي المأمون، و تجد التفصيل في ترجمة السيدة حكيمة بنت الامام الرضا (عليه السلام) في فصل النساء في أواخر هذا الكتاب.

و مات المأمون وقام المعتصم مقامه، و هو يعلم أن ابنة أخيه أم الفضل تطيب نفسها أن تقتل ابن رسول الله في ريعان شبابه و نضارة عمره بسبب الحقد الدفين و انحرافها الموروث.

فلماذا لا ينتهز المعتصم هذه الفرصة، و يطلب من أم الفضل تنفيذ هذه الجريمة الكبري و الفاجعة العظمي؟! اذ لا مانع لدي ام الفضل أن تغتال زوجها، ذلك الزوج الذي لا مثيل له علي وجه الكرة الأرضية نسبا و حسبا و علما و شرفا و فضلا و عظمة و عبادة، و ليست هي أول امرأة ارتكبت هذه الجريمة، فقد سبقتها جعدة بنت الأشعث التي دست السم الي زوجها الامام الحسن سيد شباب أهل الجنة، ريحانة رسول الله و سبطه الأكبر.



[ صفحه 71]



دست اليه السم بطلب من معاوية في مقابل مبلغ من المال، و وعدها أن يزوجها من يزيد ابن آكلة الأكباد، ابن ميسون النصرانية، حفيد ابي سفيان، قطب المشركين، و شيخ الكفار.

نعم، هكذا تضيع المقاييس، و تتبدل المفاهيم، و تختلف النظريات عند الشواذ من الناس.



[ صفحه 72]