بازگشت

عبدالسلام بن صالح الهروي


كنيته: ابوالصلت.

كان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و كان ثقة، صحيح الحديث، شديد التشيع، و تجد أعداء أهل البيت يضعفونه بسبب تشيعه و حبه لأهل البيت (عليهم السلام).

و قد روي الرجل أحاديث كثيرة في معجزات الامام الرضا و الامام



[ صفحه 208]



الجواد (عليهماالسلام) و له كتاب (وفاة الرضا) عليه السلام.

و في كتاب (عيون أخبار الرضا) حديث ابي صلت حول دس السم الي الامام الرضا (عليه السلام) و كيفية وفاته، و حضور الامام الجواد (عليه السلام) عند والده حين موته.

و نذكر - هنا - بعض ما يتعلق بالامام الجواد (عليه السلام): قال: (... و مكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا، فبينما أنا كذلك اذ دخل علي شاب حسن الوجه، قطط الشعر، أشبه الناس بالرضا (عليه السلام) فبادرت اليه فقلت له: من أين دخلت و الباب مغلق؟

فقال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار و الباب مغلق!!

فقلت له: من أنت؟

فقال لي: أنا حجة الله عليك يا اباالصلت، أنا محمد بن علي.

ثم مضي نحو أبيه (عليه السلام) فدخل، و أمرني بالدخول معه، فلما نظر اليه الرضا (عليه السلام) وثب اليه، فعانقه، و ضمه الي صدره، و قبل ما بين عينيه، ثم سحبه سحبا الي فراشه، و أكب عليه محمد بن علي - الجواد - (عليه السلام) يقبله، و يساره بشيي ء لم أفهمه...

الي أن يقول: و مضي (أي توفي) الرضا فقال ابوجعفر (عليه السلام): قم يا اباالصلت ايتني بالمغتسل و الماء من الخزانة.

فقلت: ما في الخزانة مغتسل و ماء.

فقال: انته الي ما آمرك به.



[ صفحه 209]



فدخلت الخزانة، فأذا فيها مغتسل و ماء، فأخرجته، و شمرت ثيابي لاغسله، فقال لي: تنح يا اباالصلت، فأن لي من يعينني غيرك.

فغسله، ثم قال لي: ادخل الخزانة فأخرج الي السفط الذي فيه كفنه و حنوطه.

فدخلت، فاذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قط، فحملته اليه، فكفنه، و صلي عليه، ثم قال لي: ايتني بالتابوت.

فقلت: أمضي الي النجار حتي يصلح التابوت.

قال: قم، فان في الخزانة تابوتا. فدخلت فوجدت تابوتا لم أره قط، فأتيته به، فأخذ - الجواد - الرضا بعدما صلي عليه، فوضعه في التابوت، و صف قدميه، و صلي ركعتين...

الي أن يقول:

فأمر المأمون بحبسي، و دفن الرضا (عليه السلام) فحبست سنة، فضاق علي الحبس، و سهرت الليلة، و دعوت الله تبارك و تعالي بدعاء ذكرت فيه محمدا و آل محمد (صلوات الله عليهم) و سألت الله بحقهم ان يفرج عني.

فما اسئتم دعائي حتي دخل علي ابوجعفر محمد بن علي (عليه السلام) و قال: يا اباالصلت ضاق صدرك؟

فقلت: اي والله.

قال: قم. فأخرجني من الدار، و الحرسة و الغلمان يرونني فلم يستطيعوا أن يكلموني.

و خرجت من باب الدار، ثم قال لي: امض في ودائع الله، فانك



[ صفحه 210]



لن تصل اليه (أي الي المأمون) و لا يصل اليك ابدا.

فقال ابوالصلت: فلم ألق المأمون الي هذا الوقت) [1] .

اقول: و يروي هذا الخبر في (الخرائج) بتغيير يسير.


پاورقي

[1] عيون اخبار الرضا ج 2 ص 253.