بازگشت

النصوص علي امامته


ينبغي ان لا ننسي بأن الامامة - التي هي الخلافة و الوصاية و الولاية و الوراثة - لا تثبت لأحد بانتخاب الناس، و لا بأن يرشح أحد نفسه لهذا المنصب الخطير، بل تتعين الامامة بأمر الله تعالي و انتخابه و اختياره، و هذا التعيين و الانتخاب و الاختيار يتحقق بتصريح و نص من رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و من الامام السابق للامام اللاحق.

و الأحاديث المروية في كتب الشيعة و السنة حول الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) تعتبر من أشهر الأحاديث و أصحها، و معروفة بكثرة رواتها الأجلاء الثقاة.

و قد ذكرنا - قبل قليل - بعض مصادر هذا الحديث من كتب أهل السنة.

و هذه الأحاديث بعضها مجمل، و بعضها مفصل، فالمجمل مثل قوله (صلي الله عليه و آله و سلم): (الأئمة بعدي اثنا عشر كلهم من قريش).

و المفصل هي الأحاديث المشتملة علي اسماء الأئمة (عليهم السلام) و أنسابهم و ألقابهم و صفاتهم، و حيث أننا ذكرنا شيئا يسيرا يتعلق بهذا الموضوع في كتاب (الامام المهدي من المهد الي الظهور) فلا داعي للاعادة و التكرار.



[ صفحه 47]



و انما نقول - هنا -: ان الامام الجواد (عليه السلام) هو الامام التاسع من أئمة أهل البيت الاثني عشر الذين نص رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) علي امامتهم و ولايتهم و وصايتهم و خلافتهم في مواطن عديدة و مناسبات مختلفة و مواضع شتي.

و كذلك الأئمة الذين كانوا قبل الامام الجواد (عليه السلام) لم يسكتوا عن هذه الحقيقة.

فهذا الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) يخبر رجلا من أصحابه (و هو محمد بن سنان) بامامة الامام علي بن موسي الرضا و امامة ولده الامام الجواد (عليهماالسلام).

و الحديث طويل، نقتطف منه موضع الحاجة من كتاب الغيبة للطوسي:

... قال (اي الامام موسي بن جعفر): (من ظلم ابني هذا حقه، و جحده امامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن ابي طالب (عليه السلام) امامته، و جحده حقه بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم).

قال - محمد بن سنان -: قلت: والله لئن مد الله لي في العمر لا سلمن له حقه، و لاقرن له.

قال (عليه السلام): صدقت، يا محمد، يمد الله في عمرك، و تسلم له حقه، و تقر له بامامته و امامة من يكون بعده.

قال: قلت: و من ذاك؟ (اي من الامام بعده؟)

قال: ابنه محمد.

قال: قلت له: الرضا و التسليم [1] .



[ صفحه 48]



و أما نص الامام الرضا (عليه السلام) علي امامة ولده الامام الجواد (عليه السلام) فقد ذكرنا كثيرا من الأحاديث في اوائل هذا الكتاب، و نذكر في السمتقبل ايضا بمناسبة المقام.

و بعد ثبوت هذه الحقائق التي تمهد و تسهل لنا الاعتراف بامامة الامام محمد الجواد (عليه السلام) فليس للعمر مدخلية في الموضوع، فمن الممكن أن يوفر الله تعالي تلك المؤهلات في أي انسان، و أي مستوي من العمر، حتي اذا كان طفلا، فان عظمة الانسان بروحه و نفسه و مواهبه، لا بجسده و ايام عمره.



[ صفحه 49]




پاورقي

[1] الغيبة للطوسي ص 26.