صالح بن محمد بن سهل
كان متوليا للأوقاف في مدينة قم، و روي الكليني في الكافي عن علي بن ابراهيم عن ابيه قال: كنت عند أبي جعفر الثاني - الجواد - (عليه السلام) اذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل، و كان يتولي له الوقف بقم فقال: يا سيدي اجعلني في عشرة آلاف درهم في حل. فاني أنفقتها.
فقال (عليه السلام) له: أنت في حل. فلما خرج صالح قال ابوجعفر (عليه السلام): أحدهم يثب علي أموال حق آل محمد [1] و أيتامهم و مساكينهم و فقرائهم و أبناء سبيلهم، فيأخذه، ثم يجي ء فيقول: اجعلني في حل، اتراه ظن أني أقول: لا أفعل؟! والله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا. [2] .
أقول: المستفاد من هذا الحديث أن أوقافا في مدينة قم - في ايران - كانت موقوفة علي آل رسول الله (صلي الله عليه و آله) و كان صالح بن محمد بن سهل يتولي امور تلك الأوقاف، و كان عليه أن يرسل الأموال - المستخلصة من تلك الأوقاف - الي الامام محمد الجواد (عليه السلام) ليصرفها في مواضعها و مواردها.
ولكن الرجل صدرت منه خيانة، فتصرف في عشرة آلاف درهم، ثم جاء يستحل من الامام الجواد (عليه السلام) و من الواضح ان الامام أحل له حياءا لا من طيب قلبه، و قد ثبت في الشريعة الاسلامية أن: «المأخوذ حياءا كالمأخوذ غصبا» فيكون الرجل غاصبا لتلك الأموال،
[ صفحه 196]
و يحاسبه الله تعالي يوم القيامة علي تلك التصرفات المحرمة.
پاورقي
[1] وثب علي المال: استولي عليه ظلما.
[2] كتاب الكافي ج 1 باب الفيي ء و الأنفال حديث 27.