بازگشت

داود بن القاسم بن اسحاق بن عبدالله بن جعفر بن ابي طالب يكني بأبي هاشم الجعفري


ينتهي نسبه الي جعفر الطيار، كان من اصحاب الامام الرضا و الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري (عليهم السلام).

و يقال: انه رأي الامام المهدي (عليه السلام) ايضا.

و بناء علي هذا.. له شرف صحبة خمسة من الأئمة الطاهرين (عليهم السلام).

و كان من أهل بغداد.. و هو ثقة جليل القدر، عظيم المنزلة عند الائمة (عليهم السلام) يروي عن الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري (عليهم السلام) و كان محترما عند السلطان، و له كتاب.

و في كتاب (ربيع الشيعة) انه من السفراء و الأبواب المعروفين.

و أكثر رواياته عنهم يتضمن ما شاهده من مناقبهم و معاجزهم، و نحن نذكر بعض أحاديثه المروية عن كل امام، في الكتاب المنسوب الي ذلك الامام.

ففي هذا الكتاب نذكر احاديثه المروية عن الامام الجواد (عليه السلام):

في الكافي بسنده عن ابي هاشم الجعفري قال: قلت - لأبي جعفر عليه السلام (سائلا عن معني) «لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار»؟

فقال: يا اباهاشم.. أوهام القلوب أدق من ابصار العيون، انت قد تدرك بوهمك السند و الهند، و البلدان التي لم تدخلها، و لا تدركها ببصرك، و أوهام القلوب لا تدركه فكيف ابصار العيون» [1] .



[ صفحه 171]



ايضا عن ابي هاشم الجعفري قال: كنت عند ابي جعفر الثاني (عليه السلام) فسأله رجل

فقال: أخبرني عن الرب تبارك و تعالي له اسماء و صفات في كتابه؟

و اسماؤه و صفاته هي هو؟

فقال ابوجعفر (عليه السلام): ان لهذا الكلام وجهين:

ان كنت تقول: هي هو اي انه ذو عدد و كثرة، فتعالي الله عن ذلك.

و ان كنت تقول: هذه الصفات و الأسماء لم تزل فان (لم تزل) محتمل معنيين: فان قلت: لم تزل عنده في علمه و هو مستحقها، فنعم.

و ان كنت تقول: لم يزل تصويرها و هجاؤها و تقطيع حروفها، فمعاذ الله ان يكون معه شي ء غيره.

بل كان الله و لا خلق، ثم خلقها [2] وسيلة بينه و بين خلقه يتضرعون بها اليه، و يعبدونه و هي ذكره.

و كان الله و لا ذكر، و المذكور بالذكر هو الله القديم الذي لم يزل. و الاسماء و الصفات مخلوقات.

و المعاني و المعني بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف و لا الائتلاف و انما يختلف و يأتلف المتجزي ء، فلا يقال: الله مؤتلف، و لا: الله قليل و لا كثير، ولكنه القديم في ذاته.

لأن ما سوي الواحد متجزي ء، والله واحد لا متجزي ء، و لا متوهم بالقلة و الكثرة، و كل متوهم بالقلة و الكثرة فهو مخلوق دال علي خالق له.



[ صفحه 172]



فقولك: (ان الله قدير) خبرت أنه لا يعجزه شي ء، فنفيت بالكلمة العجز، و جعلت العجز سواه.

و كذلك قولك: (عالم) انما نفيت بالكلمة الجهل، و جعلت الجهل سواه.

و اذا أفني الله الأشياء أفني الصورة و الهجاء و التقطيع، و لا يزال من لم يزل عالما.

فقال الرجل: فكيف سمينا ربنا سميعا؟

فقال - الامام -: لأنه لا يخفي عليه ما يدرك بالاسماع، و لم نصفه بالسمع المعقول في الرأس، و كذلك سميناه بصيرا لأنه لا يخفي عليه ما يدرك بالأبصار، من لون أو شخص او غير ذلك، و لم نصفه ببصر لحظة العين.

و كذلك سميناه لطيفا لعلمه بالشيي ء اللطيف، مثل البعوضة و أخفي من ذلك [3] و موضع النشود منها [4] و العقل و الشهوة للفساد [5] و الحدب علي نسلها [6] و اقام بعضها علي بعض [7] ، و نقلها الطعام و الشراب الي اولادها في الجبال و المفاوز [8] و الأودية و القفار.



[ صفحه 173]



فعلمنا أن خالقها لطيف بلا كيف، و انما الكيفية للمخلوق المكيف.

و كذلك سمينا ربنا (قويا) لا بقوة البطش المعروف من المخلوق، ولو كانت قوته قوة البطش - المعروف من المخلوق - لوقع التشبيه، و لا حتمل الزيادة، و ما احتمل الزيادة احتمل النقصان، و ما كان ناقصا كان غير قديم، و ما كان غير قديم كان عاجزا.

فربنا - تبارك و تعالي - لا شبه له و لا ضد و لا ند و لا كيف، و لا نهاية، و لا تباصر بصر.

و محرم علي القلوب ان تمثله [9] و علي الأوهام أن تحده، و علي الضمائر أن تكونه [10] جل و عز عن ادات خلقه، و سمات بريته، و تعالي عن ذلك علوا كبيرا» [11] .

و في الكافي ايضا عن أبي هاشم الجعفري قل: سألت اباجعفر الثاني (عليه السلام): ما معني الواحد؟

فقال: اجماع الألسن عليه بالوحدانية، كقوله تعالي: (و لئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله). [12] .

ايضا عن أبي هاشم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): جعلت فداك، ما معني الصمد؟

قال: السيد المصمود اليه في القليل و الكثير» [13] .



[ صفحه 174]



و في كتاب تحف العقول عن أبي هاشم الجعفري قال: سألت اباجعفر (عليه السلام) عن «الصمد»؟

فقال: الذي لا سرة له.

قلت: فانهم يقولون: انه الذي لا جوف له.

فقال: كل ذي جوف له سرة. [14] .

قال المجلسي - رحمه الله -: (الغرض أنه ليس فيه تعالي صفات البشر و سائر الحيوانات، و هو أحد أجزاء معني الصمد كما عرفت، و هو لا يستلزم كونه تعالي جسما مصمتا). [15] .

و في البحار ايضا عن معاني الأخبار و كتاب (التوحيد) عن أبي هاشم الجعفري قال:

سألت اباجعفر الثاني (عليه السلام): ما معني الواحد؟

قال: المجتمع عليه بجميع الألسن بالوحدانية. [16] .

ايضا عن ابي هاشم قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): (قل هو الله أحد) ما معني الأحد؟

قال: المجمع عليه بالوحدانية، أما سمعته يقول: (و لئن سألتهم من خلق السموات و الأرض و سخر الشمس و القمر ليقولن الله) بعد ذلك له شريك و صاحبة؟؟!!



[ صفحه 175]



قال المجلسي (عليه الرحمة): قوله (عليه السلام): «بعد ذلك له شريك» استفهام انكاري، اي كيف يكون له شريك و صاحبة بعد اجماع القول علي خلافه؟

قال (ابوهاشم): و كلمني جمال أن اكله ليدخله في بعض أموره.

فدخلت عليه لاكلمه له، فوجدته يأكل، و معه جماعة، و لم يمكنني كلامه.

فقال (عليه السلام): يا اباهاشم كل. و وضع (اي الطعام) بين يدي.

ثم قال - ابتداءا منه، من غير مسألة -: يا غلام أنظر الي الجمال الذي أتانا به ابوهاشم فضمه اليك. [17] .

و فيه ايضا عن ابي هاشم الجعفري قال: دخلت عليه (اي علي الامام الجواد) ذات يوم بستانا فقلت له: جعلت فداك اني مولع بأكل الطين، فادع الله لي. فسكت.

ثم قال - بعد ايام -: يا اباهاشم قد أذهب الله عنك أكل الطين.

قلت: (ما شي ء أبغض الي منه). [18] .

و في (الخرائج) قال ابوهاشم الجعفري: جاء رجل الي محمد - الجواد - بن علي بن موسي (عليهم السلام) فقال: يابن رسول الله ان أبي مات، و كان له مال، و لست أقف علي ماله (أي لا اعلم اين امواله) و لي عيال كثيرون، و أنا من مواليكم فأغثني.

فقال ابوجعفر (عليه السلام): اذا صليت العشاء الآخرة، فصل



[ صفحه 176]



علي محمد و آل محمد فان اباك يأتيك في النوم و يخبرك بأمر المال.

ففعل الرجل ذلك، فرأي اباه في النوم، فقال: يا بني! مالي في موضع كذا، فخذه، و اذهب الي ابن رسول الله (صلي الله عليه و آله) فأخبره أني دللتك علي المال.

فذهب الرجل فأخذ المال و أخبر الامام بأمر المال و قال: الحمد لله الذي اكرمك و اصطفاك. [19] .

و عنه ايضا قال: سألت أباجعفر الثاني (عليه السلام): ما معني الواحد؟

قال: الذي اجتماع الألسن عليه بالتوحيد كما قال الله عزوجل: (و لئن سألتهم من خلق السموات و الأرض ليقولن الله). [20] .

اقول: من المحتمل ان يكون هذا الحديث و الذي قبله واحدا، و جاء الاختلاف في الألفاظ عن طريق الذين رووا هذا الحديث عن ابي هاشم.

في البحار عن كتاب (الخرائج) عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت علي ابي جعفر الثاني و معي ثلاث رقاع غير معنونة [21] و اشتبهت علي و اغتممت لذلك.

فتناول - اي الامام - احداهن و قال: هذه رقعة الريان بن شبيب، و تناول الثانية و قال: هذه رقعة محمد بن ابي حمزة، و تناول الثالثة و قال: هذه رقعة فلان.



[ صفحه 177]



فبهت (أي تحيرت و دهشت) فنظر الي و تبسم. [22] .

أقول: لعل هذه الرقاع - و هي الرسائل - لم يكن عليها اسم المرسل و لا خطه، و لهذا اشتبهت علي أبي هاشم، ولكن الامام الجواد (عليه السلام) عرف ذلك قبل ان يفتح تلك الرسائل و ينظر فيها.

و فيه ايضا: و روي الحميري ان أباهاشم قال: ان اباجعفر (اي الجواد) أعطاني ثلاثمائة دينار في صرة، و أمرني أن أحملها الي بعض بني عمه و قال: انه سيقول لك: دلني علي من اشتري بها منه متاعا. فدله.

قال: فأتيته بالدنانير فقال لي: يا أباهاشم دلني علي حريف [23] يشتري بها متاعا فقلت: نعم.

و في الكافي عن أبي هاشم الجعفري قال:

صليت مع ابي جعفر (عليه السلام) في مسجد المسيب، و صلي بنا في موضع القبلة سواء.

و ذكر: ان السدرة (اي شجرة النبق) التي كانت في المسجد كانت يابسة، ليس عليها ورق فدعا (اي الامام الجواد) بماء فتهيأ (اي توضأ) تحت السدرة، فعاشت السدرة و أورقت و حملت من عامها. [24] .

و في التهذيب بسنده عن ابي هاشم الجعفري - داود بن القاسم - قال: سمعت محمد بن علي بن موسي الرضا (صلوات الله عليه) يقول: ان بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنة، من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار. [25] .



[ صفحه 178]




پاورقي

[1] الكافي ج 1 / 99.

[2] اي: خلق الله الاسماء.

[3] و في نسخة: احقر من ذلك.

[4] النشوء: النمو. و في نسخة: موضع المشي منها. و في نسخة ثالثة: موضع الشق منها.

[5] السفاد - بكسر السين -: التلقيح و عملية الجنس.

[6] الحدب: العطف و الشفقة.

[7] و في نسخة: و افهام بعضها من بعض.

[8] المفاوز - جمع مفازة -: الصحراء التي لا ماء فيها.

[9] و في نسخة: ان تحتمله.

[10] و في نسخة: ان تكيفه. و في نسخة: ان تصوره.

[11] كتاب الكافي ج 1 ص 116.

[12] الكافي ج 1 / 118.

[13] الكافي ج 1 ص 123.

[14] بحارالانوار ج 3 ص 229.

[15] المصمت: الذي لا جوف له.

[16] بحارالانوار ج 3 ص 208.

[17] الكافي ج 1 / 495.

[18] الكافي ج 1 / 495.

[19] الخرائج ص 237.

[20] الكافي.

[21] رقاع: جمع رقعة: الرسالة غير معنونة: غير مكتوب عليها اسم المرسل.

[22] بحارالأنوار ج 50 ص 41.

[23] حريف الرجل: الذي يعاد له في حرمته.

[24] الكافي ج 1 ص 497.

[25] التهذيب ج 6 حديث 192.