بازگشت

مع الرجال الأوفياء


الخرائج و الجرائح 1 / 391 - 388، ح 17:....

روي عن محمد بن الوليد الكرماني قال: أتيت أباجعفر ابن الرضا عليه السلام، فوجدت بالباب الذي في الفناء قوما كثيرا فعدلت الي مسافر فجلست اليه حتي زالت الشمس فقمنا للصلاة. فلما صلينا الظهر وجدت حسا من ورائي فالتفت فاذا



[ صفحه 31]



أبوجعفر عليه السلام فسرت اليه حتي قبلت يده. ثم جلس و سأل عن مقدمي ثم قال:

سلم.

فقلت: جعلت فداك قد سلمت.

فأعاد القول ثلاث مرات: سلم، و قلت ذاك ما قد كان في قلبي منه شي ء.

فتبسم و قال: (سلم) فتداركتها و قلت: سلمت و رضيت يابن رسول الله فأجلي الله ما كان في قلبي حتي لو جهدت و رمت لنفسي أن أعود الي الشك ما وصلت اليه.

فعدت من الغد باكرا فارتفعت عن الباب الأول و صرت قبل الخيل و ما ورائي أحد أعلمه، و أنا أتوقع أن أجد السبيل الي الارشاد اليه، فلم أجد أحدا حتي اشتد الحر و الجوع جدا، حتي جعلت أشرب الماء اطفي ء به حر ما أجد من الجوع و الجوي، فبينا أنا كذلك اذ أقبل نحوي غلام قد حمل خوانا عليه طعام و الوان، و غلام آخر معه طشت و ابريق حتي وضع بين يدي و قالا: أمرك أن تأكل، فأكلت.

فما فرغت حتي أقبل فقمت اليه فأمرني بالجلوس و بالأكل، فأكلت فنظر الي الغلام فقال: كل معه ينشط! حتي اذا فرغت و رفع الخوان، ذهب الغلام ليرفع ما وقع من الخوان، من فتات الطعام، فقال: مه مه، ما كان في الصحراء فدعه، و لو فخذ شاة، و ما كان في البيت فالقطه ثم قال: سل؟

قلت: جعلني الله فداك ما تقول في المسك؟

فقال: ان أبي أمر أن يعمل له مسك في بان، فكتب اليه الفضل يخبره أن الناس يعيبون ذلك عليه فكتب: يا فضل أما علمت أن يوسف كان يلبس ديباجا مزرورا بالذهب و يجلس علي كراسي الذهب فلم ينقص من حكمته شيئا



[ صفحه 32]



و كذلك سليمان.

ثم أمر أن يعمل له غالية [1] بأربعة آلاف درهم.

ثم قلت: ما لمواليكم في موالاتكم؟

فقال: ان أباعبدالله عليه السلام كان عنده غلام يمسك بغلته اذا هو دخل المسجد فبينا هو جالس و معه بغلة اذا أقبلت رفقة من خراسان، فقال له رجل من الرفقة: هل لك يا غلام أن تسأله أن يجعلني مكانك و أكون له مملوكا و أجعل لك مالي كله؟ فاني كثير المال من جميع الصنوف اذهب فاقبضه، و أنا أقيم معه مكانك.

فقال: اسأله ذلك.

فدخل علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: جعلت فداك تعرف خدمتي و طول صحبتي فان ساق الله الي خيرا تمنعنيه؟

قال: أعطيك من عندي و أمنعك من غيري فحكي له قول الرجل.

فقال: ان زهدت في خدمتنا و رغب الرجل فينا قبلناه و أرسلناك.

فلما ولي عنه دعاه فقال له: أنصحك لطول الصحبة، و لك الخيار، اذا كان يوم القيامة كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم متعلقا بنور الله، و كان أميرالمؤمنين عليه السلام متعلقا بنور رسول الله، و كان الأئمة متعلقين بأميرالمؤمنين و كان شيعتنا متعلقين بنا يدخلون مدخلنا، و يردون موردنا.

فقال له الغلام: بل أقيم في خدمتك و اؤثر الآخرة علي الدنيا، فخرج الغلام الي الرجل، فقال له الرجل: خرجت الي بغير الوجه الذي دخلت به.

فحكي له قوله و أدخله علي أبي عبدالله عليه السلام فقبل ولاءه و أمر للغلام بألف دينار ثم قام اليه فودعه و سأله أن يدعو له ففعل.



[ صفحه 33]



فقلت: يا سيدي لولا عيال بمكة و ولدي سرني أن اطيل المقام بهذا الباب.

فأذن لي و قال: توافق غما، ثم وضعت بين يديه حقا كان له فأمرني أن أحملها فتأبيت و ظننت أن ذلك موجدة، فضحك الي و قال: خذها اليك فانك توافق حاجة، فجئت و قد ذهبت نفقتنا - شطر منها - فاحتجت اليه ساعة قدمت مكة.


پاورقي

[1] الغالية: نوع من الطيب مركب من مسك و عنبر و عود و دهن.