سلمان و أبوذر
عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 53 - 52، ب 31، ح 203: حدثنا علي بن احمد بن محمد بن عمران الدقاق - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال: حدثنا أبوتراب محمد بن عبدالله بن موسي الروياني، قال: حدثنا عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، عن الامام أبي جعفر الثاني محمد بن علي عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال:...
دعا سلمان اباذر - رحمة الله عليهما - الي منزله فقدم اليه رغيفين، فأخذ أبوذر الرغيفين فقلبهما.
فقال [له] سلمان: يا اباذر لأي شي ء تقلب هذين الرغيفين؟
قال: خفت أن لا يكونا نضيجين.
فغضب سلمان من ذلك غضبا شديدا، ثم قال: ما أجراك حيث تقلب هذين الرغيفين؟ فوالله لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش، و عملت فيه الملائكة حتي القوه الي الريح، و عملت فيه الريح حتي القته الي السحاب، و عمل فيه السحاب حتي أمطره الي الأرض، و عمل فيه الرعد و البرق و الملائكة حتي وضعوه مواضعه، و عملت فيه الأرض و الخشب و الحديد و البهائم و النار و الحطب و الملح، و ما لا أحصيه أكثر، فيكف لك أن تقوم بهذا الشكر؟
فقال أبوذر: الي الله أتوب، و أستغفر الله مما أحدثت، و اليك اعتذر مما كرهت.
قال: و دعا سلمان أباذر - رحمة الله عليهما - ذات يوم الي ضيافة فقدم اليه من جرابه كسرة يابسة و بلها من ركوته [1] .
[ صفحه 21]
فقال أبوذر: ما أطيب هذا الخبز لو كان معه ملح.
فقام سلمان و خرج فرهن ركوته بملح و حمله اليه.
فجعل ابوذر يأكل الخبز و يذر عليه ذلك الملح و يقول: الحمدلله الذي رزقنا هذه القناعة.
فقال سلمان: لو كانت قناعة لم تكن ركوتي مرهونة.
پاورقي
[1] الركوة: اناء صغير من جلد يشرب فيه الماء.