بازگشت

الشهادة و الشاهدة


الشهادة أمر عظيم.. تتطلب الصدق و تلازم الحق لتكون مقبولة لدي الجميع و بالتالي لا يمكن ردها أو نكرانها.. فتذعن لها النفوس و ان كانت كارهة و تتقبلها العقول و الضمائر و الحياة و ان كانت مرة..

و الشهادة تعني قتل الجسد و زهق الروح في سبيل القدس و الحق..

و هل هناك قدسية و حق كوجه الحق تعالي، فلذلك كان فوق كل بر بر حتي يقتل الرجل في سبيل الله.. فليس فوق هذا البر بر..

و الأئمة الطاهرون من آل البيت الطاهر المطهر.. هم الشهداء و الأشهاد علي هذه الأمة.. لأنه ما منا الا مقتول أو مسموم..

و الامام التاسع من أئمة أهل البيت الامام الجواد (عليه السلام) قضي نحبه و انتقل الي ربه في بغداد عام 220 للهجرة المباركة و هو في ريعان الشباب و قمة العطاء.. لأنه لم يتجاوز الخامسة و العشرين من عمره الشريف..



[ صفحه ب ب]



و سبب ذلك هو حقد المعتصم العباسي تجاه الامام (عليه السلام) كما عمل المعتصم بنصيحة قاضي قضاته (ابن أبي داود) حيث نصحه بأن يتخلص من الامام الجواد (عليه السلام) لأنه أفحمه و أفحم جميع الفقهاء - المتفقهين - في قضية سرقة.. و حكم القطع، في قصة مفصلة رواها العياشي و غيره..

فأمر المعتصم العباسي أحد وزرائه أن يدعو الامام الي منزله و يدس اليه السم.. و كذلك فعل و بئس ما فعل عليه اللعنة.

و لما أكمل الامام الجواد (عليه السلام) أحس بالسم يسري في جسده النحيل.. فاستدعي راحلته و خرج من المنزل اللعين و هو يقول اشفاقا عليه!:

خروجي من منزلك خير لك..

و انتقل الي الرفيق الأعلي من تلك الليلة راضيا مرضيا.. مسموما مظلوما مقتولا شهيدا.. و كان ذلك في تاريخ 5 أو 29 ذي الحجة عام 220 للهجرة، راضيا مرضيا طاهرا مطهرا.. و جهز و دفن الي جوار جده الامام موسي بن جعفر (عليهماالسلام) في ضاحية بغداد المسماة بالكاظمية.. روحي له الفداء من أرض ما أطهرها.. و السلام علي من دفن فيها..

نعم.. لقد مضي الامام الجواد (عليه السلام).. و له أربع أبناء.

صبيان: الامام علي الهادي (عليه السلام) و موسي.

و بنتان: فاطمة، و أمامة..

و كان للامام محمد الجواد (عليه السلام) العديد من الألقاب و النعوت عرف بها مثل: القانع، و النجيب، و التقي، و الزكي،.. الا أنه عرف أكثر ب (الجواد) و كل هذه الألقاب كما هو واضح دالة علي علو شأنه و ارتفاع منزلته عندالله و عند العبد.. و كان نقش خاتمه الشريف: (حسبي الله).

.. امام حق هذا جزاؤك بعد كل ما قدمت، انك لم ترم لهم الا الخير، و لم يبغوا لك الا الشر، فسقيا لك و رعيا.. و تعسا لهم و ويلا..

غدر والله.. و مكر والله أن يطعموك السم و أنت في ربيع أيامك.. ولكن لك في الأولين من آبائك أسوة حسنة.. و لهم في الأولين من آبائهم أسوة حسنة.. فعليك السلام.. و عليهم اللعنة و العذاب..



[ صفحه ج ج]