بازگشت

الكلمة


بسم الله الرحمن الرحيم

الكلمة ليست هي مجرد حروف ينطقها الانسان، فتخرج من فمه لتؤدي معني ما.. أو أنها توحي بمعني معين و كفي..

بل الكلمة هي الأسيرة التي تأسرها بين شفتيك.. و تحرسها بأسنانك.. و تلوكها بلسانك.. الا أنها اذا خرجت من أسرها (الفم) فانك سوف تكون أسيرا لها ما حييت..

هذا يعني أنك قد تصبح - بكلك - أسير كلمة صغيرة تخرج من فيك مع الهواء الخارج منه و هي أول ما تعطي للسامع أو المتلقي للكلام مفتاح شخصيتك أنت..

فالعلم، و الثقافة، و مستوي التفكير، و مدي الاستيعاب و.. و.. كلها تنكشف عندما تطلق كلماتك في الهواء.. فتعبر عنك تعبيرا دقيقا الي شي ء ما.. الا من تدرب الكذب و الالتفاف و التلون حسب المجالس و الظروف.. غير أنه - و مهما يكن خبيرا - فلابد من أن ينكشف مثل هذا، كذلك بالكلام أو تقاسيم الوجه أو تفتح الوجنتين..

و قديما قيل: (لسانك حصانك، ان صنته صانك، و ان تركته شانك) و ربما أوصلك الي القطع و الي سيف الجلاد و حديثا الي حبال المشانق.. و في الدار الآخرة يوردك الجحيم و يرديك فيها.. و العياذ بالله، و في الحديث الشريف: (و هل يكب الناس علي مناخرهم في النار الا حصائد ألسنتهم) [1] .

فالكلمة يجب أن تكون مسؤولة..



[ صفحه ب]



و مسؤوليتها أن تؤدي رسالة الي السامع و المتلقي.. و الا فهي و بال علي الاثنين معا.. و بعد ذلك نسأل..

هل يوجد من هو مسؤول.. و عالم بمسؤوليته كالامام المعصوم (عليه السلام) فهو مسؤول عن أمة و ليس عن كلمة.. و حقيقة و ليست مجازا أو اعتبارا..

و هذا الذي بين يديك هو عبارة عن كلمة مسؤولة من امام هدي عظيم و مسؤول، و معجزة بالحقيقة.. قاد الأمة في أول فتوته، في السابعة أو الثامنة من عمره الشريف.. ألا و هو الامام التاسع من أئمة آل البيت الأطهار الأبرار (عليهم السلام) الامام محمد بن علي الجواد (عليه السلام) ذاك الفتي المبارك الذي جعله الله ليقود أمة كانت تملك نصف الدنيا المعروفة في ذاك العصر.. و هو ضامن و مسؤول أن يدخلها الجنة و نعيم الأبد لو سلمته زمام أمورها.

الا أنها - الأمة - أبت الجنان.. و سلمت القيادة الي المأمون و من بعده المعتصم العباسي.. الذي لم يعتصم بالله طرفة عين.. و لم يرع لرسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) رحم و لا قرابة.. فعليه من الله ما يستحق.. و ما ربك بظلام للعبيد..


پاورقي

[1] مكارم الأخلاق: ص 117 ب 23.