بازگشت

كلامه لأبي يزيد البسطامي


144 -144- قال الحر العاملي:

روي الحافظ أبونعيم من علماء أهل السنة في كتاب «حلية الأولياء» علي ما وجدته منقولا عنه بخط بعض أصحابنا قال:

حكي أبويزيد البسطامي قال: خرجت من بسطام قاصدا لزيارة البيت الحرام فمررت بالشام الي أن وصلت الي دمشق، فلما كنت بالغوطة مررت بقرية من



[ صفحه 120]



قراها، فرأيت في القرية تل تراب و عليه صبي رباعي السن يلعب بالتراب.

فقلت في نفسي: هذا صبي ان سلمت عليه لما يعرف السلام، و ان تركت السلام أخللت بالواجب، فأجمعت رأيي أن أسلم عليه، فسلمت عليه.

فرفع رأسه الي و قال: و الذي رفع السماء و بسط الأرض، لو لا ما أمر الله به من رد السلام لما رددت عليك، استصغرت أمري و استحقرتني لصغر سني؟ عليك السلام و رحمة الله و بركاته و تحياته و رضوانه، ثم قال: صدق الله: «و اذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها» و سكت.

فقلت: «أو ردوها» [1] قال: ذاك فعل المقصر مثلك.

فعلمت أنه من الأقطاب المؤيدين.

فقال: يا أبايزيد، ما الذي أقدمك الي الشام من مدينتك بسطام؟

فقلت: يا سيدي، قصدت بيت الله الحرام...

قال: فنهض، و قال: أعلي وضوء أنت؟ قلت: لا.

فقال: اتبعني، فتبعته قدر عشر خطي فرأيت نهرا أعظم من الفرات، فجلس و جلست، وتوضأ و توضأت، و اذا قافلة مارة فتقدمت الي واحد منهم و سألته عن النهر؟

فقال: هذا جيهون، فسكت، ثم قال لي الغلام: قم، فقمت معه، و مشيت معه عشرين خطوة، و اذا نحن علي نهر أعظم من الفرات و جيحون، فقال لي: اجلس فجلست و مضي، فمر علي أناس في مركب لهم، فسألتهم عن المكان الذي أنا فيه؟

فقالوا: نيل مصر، و ببينك و بينها فرسخ أو دون فرسخ و مضوا، فما كان غير ساعة الا و صاحبي قد حضر، و قال لي: قم، قد عزم علينا.

فقمت معه قدر عشرين خطوة، فوصلنا عند غيبوبة الشمس الي نخل كثير و جلسنا، ثم قام و قال لي: امش، فمشيت خلفه يسيرا و اذا نحن بالكعبة...



[ صفحه 121]



فسألت الرجل الذي فتح الكعبة فقال: هذا سيدي محمد الجواد عليه السلام.

فقلت: الله أعلم حيث يجعل رسالاته [2] .


پاورقي

[1] النساء: 86.

[2] اثبات الهداة 204: 6 ح 79، العوالم 144: 23 ح 1 و لم نجد في الأصل.