بازگشت

اخباره عن ضمائر الناس


106 -106- روي ابن حمزة:

عن أبي الصلت الهروي قال: حضرت مجلس الامام محمد بن علي بن موسي عليهم السلام و عنده جماعة من الشيعة و غيرهم، فقام اليه رجل و قال: يا سيدي، جعلت فداك، فقال عليه السلام: لا تقصر و اجلس، ثم قام اليه آخر و قال: يا مولاي جعلت فداك، فقال عليه السلام: ان لم تجد أحدا فارم بها في الماء فانها تصل اليه.

قال: فجلس الرجل، فلما انصرف من كان في المجلس، قلت له: جعلت فداك رأيت عجبا، قال: نعم، تسألني عن الرجلين؟

قلت: نعم يا سيدي، قال: أما الأول فانه قام يسألني عن الملاح يقصر في السفينة؟ قلت: لا، لأن السفينة بمنزلة بيته ليس بخارج منها، والآخر قام يسألني عن الزكاة ان لم يصب أحدا من شيعتنا، فالي من يدفعه؟ فقلت له: ان لم تصب لها أحدا فارم بها في الماء فانها تصل الي أهلها [1] .

107 -107- قال الراوندي:

روي محمد بن أورمة، عن الحسين المكاري قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام



[ صفحه 96]



ببغداد وهو علي ما كان من أمره.

فقلت في نفسي: هذا الرجل لا يرجع الي موطنه أبدا و أنا أعرف مطعمه.

قال: فأطرق رأسه ثم رفعه و قد اصفر لونه، فقال: يا حسين خبز شعير و ملح جريش في حرم جدي رسول الله أحب الي مما تراني فيه [2] .

108 -108- قال أيضا:

روي عن محمد بن الوليد الكرماني قال: أتيت أباجعفر بن الرضا عليهماالسلام فوجدت بالباب الذي في الفناء قوما كثيرا، فعدلت الي مسافر، فجلست اليه حتي زالت الشمس، فقمنا للصلاة.

فلما صلينا الظهر وجدت حسا من ورائي، فالتفت فاذا أبوجعفر عليه السلام فسرت اليه حتي قبلت يده، ثم جلس و سأل عن مقدمي ثم قال: سلم.

فقلت: جعلت فداك قد سلمت، فأعاد القول ثلاث مرات: سلم، و قلت: ذاك ما قد كان في قلبي منه شي ء، فتبسم و قال: سلم.

فتداركتها و قلت: سلمت و رضيت يا ابن رسول الله، فأجلي الله ما كان في قلبي حتي لو جهدت و رمت لنفسي أن أعود الي الشك ما وصلت اليه.

فعدت من الغد باكرا، فارتفعت عن الباب الأول وصرت قبل الخيل و ما ورائي أحد أعمله و أنا أتوقع أن أجد السبيل الي الارشاد اليه، فلم أجد أحدا حتي اشتد الحر و الجوع جدا حتي جعلت أشرب الماء أطفي به حر ما أجد من الجوع والخواء.

فبينا أنا كذلك اذ أقبل نحوي غلام قد حمل خوانا عليه طعام و ألوان و غلام آخر معه طشت و ابريق حتي وضع بين يدي و قالا: أمرك أن تأكل، فأكلت فما فرغت حتي أقبل، فقمت اليه، فأمرني بالجلوس و بالأكل، فأكلت فنظر الي الغلام، فقال: كل معه ينشط حتي اذا فرغت و رفع الخوان ذهب الغلام ليرفع ما وقع من



[ صفحه 97]



الخوان من فتات الطعام.

فقال: مه مه، ما كان في الصحراء فدعه ولو فخذ شاة، و ما كان في البيت فالقطه، ثم قال: سل.

قلت: جعلني الله فداك ما تقول في المسك؟ فقال: ان أبي أمر أن يعمل له مسك في بان، فكتب اليه الفضل يخبره أن الناس يعيبون ذلك عليه، فكتب: يا فضل أما علمت أن يوسف كان يلبس ديباجا مزرورا بالذهب، و يجلس علي كراسي الذهب، فلم ينقص من حكمته شيئا و كذلك سليمان، ثم أمر أن يعمل له غالية بأربعة آلاف درهم.

ثم قلت: ما لمواليك في موالاتكم؟ فقال: ان أبا عبدالله عليه السلام كان عنده غلام يمسك بغلته اذا هو دخل المسجد، فبينا هو جالس و معه بغلة اذ أقبلت رفقة من خراسان، فقال له رجل من الرفقة: هل لك يا غلام أن تسأله أن يجعلني مكانك و أكون له مملوكا و أجعل لك مالي كله فاني كثير المال من جميع الصنوف، اذهب فاقبضه و أنا أقيم معه مكانك؟ فقال: أسأله ذلك.

فدخل علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: جعلت فداك تعرف خدمتي و طول صحبتي فان ساق الله الي خيرا تمنعنيه؟ قال: أعطيك من عندي و أمنعك من غيري، فحكي له قول الرجل، فقال: ان زهدت في خدمتنا و رغب الرجل فينا قبلناه و أرسلناك.

فلما ولي عنه دعاه، فقال له: أنصحك لطول الصحبة و لك الخيار اذا كان يوم القيامة كان رسول الله صلي الله عليه و آله متعلقا بنور الله و كان أميرالمؤمنين عليه السلام متعلقا بنور رسول الله صلي الله عليه و آله و كان الأئمة عليهم السلام متعلقين بأميرالمؤمنين عليه السلام و كان شيعتنا متعلقين بنا، يدخلون مدخلنا، و يردون موردنا، فقال له الغلام: بل أقيم في خدمتك و أوثر الآخرة علي الدنيا، فخرج الغلام الي الرجل، فقال له الرجل: خرجت الي بغير الوجه الذي دخلت به، فحكي له قوله و أدخله علي أبي عبدالله عليه السلام، فقبل ولاءه و أمر للغلام بألف دينار، ثم قام اليه، فودعه و سأله أن يدعو له، ففعل.



[ صفحه 98]



فقلت: يا سيدي! لولا عيال بمكة و ولدي سرني أطيل المقام بهذا الباب، فأذن لي و قال: توافق غما، ثم وضعت بين يديه حقا كان له فأمرني أن أحملها، فتأبيت و ظننت أن ذلك موجدة.

فضحك الي و قال: خذها اليك فانك توافق حاجة، فجئت و قد ذهبت نفقتنا شطر منها فاحتجت اليه ساعة قدمت مكة [3] .

109 -109- قال الطبري:

حدثنا عبدالله بن محمد قال: حدثنا عمارة بن زيد قال: ابراهيم بن سعد: كنت جالسا عند محمد بن علي عليهماالسلام اذ مرت بنا فرس أنثي، فقال: هذه تلد الليلة فلوا أبيض الناصية في وجهه غرة.

فاستأذنته ثم انصرفت مع صاحبها، فلم أزل أحدثه الي الليل حتي أتت الفرس بفلو كما وصف وعدت اليه، فقال: يا ابن سعد شككت فيما قلت لك بالأمس، ان التي في منزلك حبلي تأتيك بابن أعور، فدلي لي محمد و كان أعور [4] .

110 -110- قال أيضا:

حدثني أبوالمفضل محمد بن عبدالله قال: حدثني أبوالنجم بدر بن عمار الطبرستاني قال: حدثني أبوجعفر محمد بن علي قال: روي محمد بن المحمودي، عن أبيه قال: كنت واقفا علي رأس الرضا عليه السلام بطوس، فقال له بعض أصحابه: ان حدث حادث فالي من؟ الي ابني أبي جعفر.

قال: فان استصغر سنه؟ فقال له أبوالحسن عليه السلام: ان الله بعث عيسي ابن مريم



[ صفحه 99]



قائما بشريعته في دون السن التي يقوم فيها أبوجعفر علي شريعته فلما مضي الرضا...

ثم خرج أبوجعفر عليه السلام و عليه قميصان و ازار و عمامة بذؤابتين احداهما من قدام و الأخري من خلف و نعل بقبالين، فجلس و أمسك الناس كلهم، ثم قام اليه صاحب المسألة الأولي.

فقال: يا ابن رسول الله ما تقول فيمن قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟ فقال له: يا هذا اقرأ كتاب الله، قال الله تبارك و تعالي: «الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان» [5] في الثالثة.

قال: فان عمك أفتاني بكيت و كيت، فقال له: يا عم اتق الله و لا تفت و في الأمة من هو أعلم منك.

فقام اليه صاحب المسألة الثانية، فقال له: يا ابن رسول الله ما تقول في رجل أتي بهيمة؟

فقال: يعزر و يحمي ظهر البهيمة و تخرج من البلد لا يبقي علي الرجل عارها.

فقال: ان عمك أفتاني بكيت و كيت، فالتفت و قال بأعلي صوته: لا اله الا الله يا عبدالله انه عظيم عند الله أن تقف غدا بين يدي الله، فيقول لك: لم أفتيت عبادي بما لا تعلم و في الأمة من هو أعلم منك؟

فقال عبدالله بن موسي: رأيت أخي الرضا و قد أجاب في هذه المسألة بهذه الجواب، فقال أبوجعفر عليه السلام: انما سئل الرضا عليه السلام عن نباش نبش قبر امرأة، ففجر بها و أخذ ثيابها، فأمر بقطعه للسرقة و جلده للزنا و نفيه للمثلة، ففرح القوم [6] .



[ صفحه 100]



111 -111- قال حسين بن عبدالوهاب:

لما قبض الرضا عليه السلام كان سن أبي جعفر عليه السلام نحو سبع سنين، فاختلفت الكلمة بين الناس ببغداد، و في الأمصار، و اجتمع الريان بن الصلت و صفوان بن يحيي و محمد بن حكيم و عبدالرحمن بن الحجاج و يونس بن عبدالرحمن، و جماعة من وجوه الشيعة وثقاتهم في دار عبدالرحمن بن الحجاج في بركة زلول يبكون و يتوجعون من المصيبة.

فقال لهم يونس بن عبدالرحمن: دعوا البكاء من لهذا الأمر و الي من نقصد بالمسائل الي أن يكبر هذا يعني أباجعفر عليه السلام؟

فقام اليه الريان بن الصلت و وضع يده في حلقه، و لم يزل يلطمه و يقول له: أنت تظهر الايمان لنا، و تبطن الشك و الشرك، ان كان أمره من الله فلو أنه كان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ العالم وفوقه، و ان لم يكن من عندالله فلو عمر ألف سنة فهو واحد من الناس، هذا مما ينبغي أن يفكر فيه.

فأقبلت العصابة عليه تعذله و توبخه و كان وقت الموسم، فاجتمع من فقهاء بغداد و الأمصار و علمائهم ثمانون رجلا، فخرجوا الي الحج و قصدوا المدينة ليشاهدوا أباجعفر عليه السلام، فلما وافوا أتوا دار جعفر الصادق عليه السلام لأنها كانت فازعة و دخلوها و جلسوا علي بساط كبير و خرج اليهم عبدالله بن موسي، فجلس.

و قام مناد و قال: هذا ابن رسول الله، فمن أراد السؤال فليسأله، فسئل عن أشياء أجاب عنها بغير الواجب، فورد علي الشيعة ما حيرهم و غمهم و اضطربت الفقهاء، و قاموا و هموا بالانصراف و قالوا في أنفسهم: لو كان أبوجعفر عليه السلام يكمل جواب المسائل لما كان من عبدالله ما كان و من الجواب بغير الواجب.

ففتح عليهم باب من صدر المجلس و دخل موفق و قال: هذا أبوجعفر، فقاموا اليه بأجمعهم و استقبلوه، و سلموا عليه فدخل عليه السلام، و عليه قميصان، و عمامة بذؤابتين، و في رجليه نعلان، و جلس و أمسك الناس كلهم.



[ صفحه 101]



فقام صاحب المسألة، فسأله عن مسائله، فأجاب عنها بالحق ففرحوا و دعوا له و أثنوا عليه و قالوا له: ان عمك عبدالله افتي بكيت و كيت.

فقال: لا اله الا الله يا عم انه عظيم عند الله أن تقف غدا بين يديه، فيقول لك: لم تفتي عبادي بما لم تعلم و في الأمة من هو أعلم منك؟ [7] .

112 -112- روي الطبري:

عن علي، عن الحسن بن أبي عثمان الهمداني قال: دخل أناس من أصحابنا من أهل الدين علي أبي جعفر عليه السلام و فينا رجل من الزيدية، فسألناه مسألة، فقال أبوجعفر عليه السلام لغلامه: خذ بيد هذا الرجل فأخرجه، فقال الزيدي: أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله تسليما، كثيرا، طيبا، مباركا، و أنك حجة الله بعد آبائك [8] .

113 -113- قال أيضا:

حدثني أبوالمفضل محمد بن عبدالله، عن محمد بن اسماعيل، عن علي بن الحسين، عن أبيه قال: و حدثني أحمد بن صالح، عن عسكر مولي أبي جعفر محمد ابن علي الرضا عليهماالسلام قال: دخلت عليه و هو جالس في وسط ايوان يكون نحو عشرة أذرع، قال: فوقفت بباب الايوان و قلت في نفسي: يا سبحان الله ما أشد سمرة مولاي و أضوي جسده.

قال: فو الله ما استتمت هذا القول في نفسي حتي عرض في جسده و تطاول،



[ صفحه 102]



فامتلأ به الايوان الي سقفه مع جوامع حيطانه و ثم رأيت لونه قد أظلم حتي صار كالليل المظلم، ثم ابيض حتي صار كأبيض ما يكون من الثلج الأبيض، ثم احمر فصار كالعلق المحمر، ثم اخضر حتي صار كأعظم شي ء يكون في الأعواد المورقة الخضر، ثم تناقص جسده حتي صار في صورته الأولي و عاد لونه الي اللون الأول، فسقطت لوجهي لهول ما رأيت، فصاح بي:

يا عسكركم تشكون فينا و تضعفون قلوبكم، و الله لا يصل الي حقيقة معرفتنا الا من الله بنا عليه و ارتضاه لنا وليا.

قال عسكر: فآليت أن لا أفكر في نفسي الا بما ينطق به لساني [9] .

114 -114- قال أيضا:

حدثني أبوالمفضل محمد بن عبدالله قال: حدثني أبوالنجم بدر بن عمارة قال: حدثنا أبوجعفر محمد بن علي قال: حدثني عبدالله بن أحمد، عن صفوان، عن حكيمة بنت أبي الحسن موسي عليه السلام قالت: كتبت لما علقت أم أبي جعفر: خادمتك قد علقت، فكتب الي: أنها علقت ساعة كذا من يوم كذا، من شهر كذا، فاذا هي ولدت، فالزميها سبعة أيام.

قالت: فلما ولدته قال: أشهد أن لا اله الا الله، فلما كان اليوم الثالث عطس، فقال: الحمدلله و صلي الله علي محمد و علي الأئمة الراشدين [10] .

115 -115- قال أيضا:

حدثنا أبوالمفضل محمد بن عبدالله، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك



[ صفحه 103]



الفزاري، قال: حدثني علي بن يونس الخزاز، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: كنت أنا و محمد بن سنان و صفوان و عبدالله بن المغيرة عند أبي السحن الرضا عليه السلام بمني، فقال لي: ألك حاجة؟ فقلت: نعم، و كتب معنا كتابا الي أبي جعفر عليه السلام فلما صرنا الي المدينة أخرجه الينا مسافر علي كتفه، و له يومئذ ثمانية عشر شهرا، فدفعنا اليه الكتاب، ففض الخاتم و قرأة، ثم رفع رأسه الي نخلة كان تحتها فقال: باح باح [11] .


پاورقي

[1] الثاقب في المناقب: 523 ح 458، العوالم 89:23 ح 16، مستدرك الوسائل 108:7 ح 7772.

[2] الخرائج والجرائح 383:1 ح 11، بحارالأنوار 48:50 ح 25، العوالم 88:23 ح 14.

[3] الخرائج و الجرائح 388: 1 ح 17، بحارالأنوار 53: 50 ح 27 و 87 ح 3، العوالم 116: 23 ح 1.

[4] دلائل الامامة: 398 ح 347، بحارالأنوار 58: 50 ح 32، العوالم 98: 23 ح 13.

[5] البقرة: 229.

[6] دلائل الامامة: 388 ح 343، حلية الأبرار 401: 2.

[7] عيون المعجزات: 119، حليةالأبرار 399: 2، بحارالأنوار 99: 50 ح 12 و 85: ح 1 مضممونه.

[8] دلائل الامامة: 403 ح 364، الخرائج و الجرائح 669: 2 ح 12، الثاقب في المناقب: 519 ح 450، بحارالأنوار 44: 50 ح 14، العوالم 82: 23 ح 4.

[9] دلائل الامامة: 404 ح 365، المناقب لابن شهر آشوب 387: 4، بحارالأنوار 55: 50 ح 35.

[10] دلائل الامامة: 383 ح 341، مستدرك الوسائل 379:8 ح 9760 مختصرا.

[11] دلائل الامامة: 402 ح 361، مدينة المعاجز 341: 7 ح 2370.