بازگشت

ام الفضل و معجزة الامام


76 - 76- قال الراوندي:

أن محمد بن ابراهيم الجعفري روي عن حكيمة بنت الرضا عليه السلام قالت: لما توفي أخي محمد بن الرضا عليهماالسلام صرت يوما الي امراته أم الفضل بسبب احتجت اليها فيه، قالت: فبينا نحن نتذاكر فضل محمد و كرمه و ما أعطاه الله من العلم و الحكمة اذ قالت امرأته أم الفضل:

يا حكيمة أخبرك عن أبي جعفر بن الرضا عليهماالسلام بأعجوبة لم يسمع أحد مثلها؟

قلت: و ما ذاك؟ قالت: انه كان ربما أغارني مرة بجارية و مرة بتزويج، فكنت أشكو الي المأمون، فيقول: يا بنية احتملي، فانه ابن رسول الله صلي الله عليه و آله.

فبينا أنا ذات ليلة جالسة اذ أتت امرأة، فقلت: من أنت؟ و كأنها قضيب بان أو غصن خيزران، قالت: أنا زوجة لأبي جعفر. قلت: من أبوجعفر؟

قالت: محمد بن الرضا عليهماالسلام و أنا امرأة من ولد عمار بن ياسر.

قالت: فدخل علي من الغيرة ما لم أملك نفسي، فنهضت من ساعتي، فصرت الي المأمون و قد كان ثملا من الشراب و قد مضي من الليل ساعات، فأخبرته بحالي و قلت: انه يشتمني و يشتمك و يشتم العباس و ولده، قالت: و قلت ما لم يكن.

فغاظه ذلك مني جدا و لم يملك نفسه من السكر و قام مسرعا، فضرب بيده الي سيفه و حلف أنه يقطعه بهذا السيف ما بقي في يده و صار اليه، قالت: فندمت عند ذلك و قلت في نفسي: ما صنعت هلكت و أهلكت.

قالت: فعدوت خلفه لأنظر ما يصنع، فدخل اليه و هو نائم، فوضع فيه السيف فقطعه قطعة قطعة ثم وضع السيف علي حلقه، فذبحه و أنا أنظر اليه و ياسر الخادم و انصرف و هو يزبد مثل الجمل.



[ صفحه 78]



قالت: فلما رأيت ذلك هربت علي وجهي حتي رجعت الي منزل أبي، فبت بليلة لم أنم فيها الي أن أصبحت.

قالت: فلما أصبحت دخلت اليه و هو يصلي و قد أفاق من السكر، فقلت له: يا أميرالمؤمنين هل تعلم ما صنعت الليلة؟ قال: لا و الله فما الذي صنعت ويلك؟

قلت: فانك صرت الي ابن الرضا عليه السلام و هو نائم فقطعته اربا اربا و ذبحته بسيفك و خرجت من عنده، قال: ويلك ما تقولين؟ قلت: أقول ما فعلت.

فصاح: يا ياسر و قال: ما تقول هذه الملعونة ويلك؟ قال: صدقت في كل ما قالت، قال: انا لله و انا اليه راجعون، هلكنا و افتضحنا، ويلك يا ياسر بادر اليه فأتني بخبره.

فركض اليه ثم عاد مسرعا، فقال: يا أميرالمؤمنين البشري، قال: فما وراك؟ قال: دخلت اليه، فاذا هو قاعد يستاك و عليه قميص و دواج، فبقيت متحيرا في أمره ثم أردت أن أنظر الي بدنه، هل فيه شي ء من الأثر؟ فقلت له: أحب أن تهب لي هذا القميص الذي عليك أتبرك به.

فنظر الي و تبسم كأنه علم ما أردت بذلك، فقال: أكسوك كسوة فاخرة، فقلت: لست أريد غير هذا القميص الذي عليك، فخلعه و كشف لي بدنه كله فو الله ما رأيت أثرا، فخر المأمون ساجدا و وهب لياسر ألف دينار و قال: الحمدلله الذي لم يبتلني بدمه.

ثم قال: يا ياسر أما مجي ء هذه الملعونة الي و بكاؤها بين يدي فأذكره و أما مضيي اليه، فلست أذكره، فقال ياسر: يا مولاي و الله ما زلت تضربه بسيفك و أنا و هذه ننظر اليك و اليه حتي قطعته قطعة قطعة، ثم وضعت سيفك علي حلقه، فذبحته و أنت تزبد كما يزبد البعير.

فقال: الحمدلله ثم قال لي: والله لئن عدت بعدها في شي ء مما جري لأقتلنك، ثم قال لياسر: احمل اليه عشرة آلاف دينار و قد اليه الشهري الفلاني وسله



[ صفحه 79]



الركوب الي و ابعث الي الهاشميين و الأشراف و القواد ليركبوا معه الي عندي و يبدءوا بالدخول اليه و التسليم عليه.

ففعل ياسر ذلك و صار الجميع بين يديه و أذن للجميع بالدخول و قال: يا ياسر هذا كان العهد بيني و بينه، قلت: يا ابن رسول الله ليس هذا وقت العتاب فوحق محمد و علي ما كان يعقل من أمره شيئا.

فأذن للأشراف كلهم بالدخول الا عبدالله و حمزة ابني الحسن لأنهما كانا وقعا فيه عند المأمون يوما و سعيا به مرة بعد أخري، ثم قام فركب مع الجماعة و صار الي المأمون، فتلقاه و قبل ما بين عينيه و أقعد في الصدر و أمر أن يجلس الناس ناحية فخلا به فجعل يعتذر اليه، فقال له أبوجعفر عليه السلام: لك عندي نصيحة فاسمعها مني، قال: هاتها.

قال: أشير عليك بترك الشراب المسكر، فقال: فداك ابن عمك قد قبلت نصحك [1] .



[ صفحه 80]




پاورقي

[1] الخرائج و الجرائح 372: 1، كشف الغمة 365: 2، حليةالأبرار 412: 2، بحارالأنوار 69: 50 ح 47 و 95 ح 9 و 354: 94 ح 1.