بازگشت

احتجاجه في أبي بكر و عمر


75 -75- و قال أيضا:

روي أن المأمون بعد ما زوج ابنته أم الفضل أباجعفر كان في مجلس و عنده أبوجعفر عليه السلام و يحيي بن أكثم و جماعة كثيرة.

فقال له يحيي بن أكثم: ما تقول يا ابن رسول الله في الخبر الذي روي أنه نزل جبرئيل عليه السلام علي رسول الله صلي الله عليه و آله و قال: يا محمد ان الله عزوجل يقرئك السلام و يقول لك: سل أبابكر: هل هو عني راض فاني عنه راض؟



[ صفحه 75]



فقال أبوجعفر عليه السلام: لست بمنكر فضل أبي بكر، ولكن يجب علي صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر قاله رسول الله صلي الله عليه و آله في حجة الوداع: «قد كثرت علي الكذابة و ستكثر بعدي، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، فاذا أتاكم الحديث عني فاعرضوه علي كتاب الله عزوجل و سنتي، فما وافق كتاب الله و سنتي فخذوا به، و ما خالف كتاب الله و سنتي فلا تأخذوا به» و ليس يوافق هذا الخبر كتاب الله، قال الله تعالي: «و لقد خلقنا الانسان و نعلم ما توسوس به نفسه و نحن أقرب اليه من حبل الوريد» [1] فالله عزوجل خفي عليه رضاء أبي بكر من سخطه، حتي سأل عن مكنون سره هذا مستحيل في العقول.

ثم قال يحيي بن أكثم: «و قد روي أن مثل أبي بكر و عمر في الأرض كمثل جبرئيل و ميكائيل في السماء».

فقال عليه السلام: و هذا أيضا يجب أن ينظر فيه لأن جبرئيل و ميكائيل ملكان لله مقربان، لم يعصيا الله قط و لم يفارقا طاعته لحظة واحدة و هما قد أشركا بالله عزوجل و ان أسلما بعد الشرك، فكان أكثر أيامهما الشرك بالله، فمحال أن يشبههما بهما.

قال يحيي: و قد روي أيضا أنهما سيدا كهول أهل الجنة فما تقول فيه؟

فقال عليه السلام: و هذا الخبر محال أيضا لأن أهل الجنة كلهم يكونون شبانا و لا يكون فيهم كهل، و هذا الخبر وضعه بنوأمية لمضادة الخبر الذي قال رسول الله صلي الله عليه و آله في الحسن و الحسين عليهماالسلام: بأنهما سيدا شباب أهل الجنة.

فقال يحيي بن أكثم: و روي أن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة.

فقال عليه السلام: و هذا أيضا محال لأن في الجنة ملائكة الله المقربين، و

آدم و محمد صلي الله عليه و آله و جميع الأنبياء و المرسلين، لا تضي ء الجنة بأنوار هم حتي تضي ء بنور عمر؟.



[ صفحه 76]



فقال يحيي بن أكثم: و قد روي أن السكينة تنطق علي لسان عمر.

فقال عليه السلام: لست بمنكر فضل عمر و لكن أبابكر أفضل من عمر، فقال - علي رأس المنبر -: ان لي شيطانا يعتريني، فاذا ملت فسددوني.

فقال يحيي: قد روي أن النبي صلي الله عليه و آله قال: لو لم أبعث لبعث عمر.

فقال عليه السلام: كتاب الله أصدق من هذا الحديث يقول الله في كتابه: «و اذ أخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح» [2] فقد أخذ الله ميثاق النبيين فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه و كل الأنبياء عليهم السلام لم يشركوا بالله طرفة عين فكيف يبعث بالنبوة من أشرك و كان أكثر أيامه مع الشرك بالله و قال رسول الله صلي الله عليه و آله: نبئت و آدم بين الروح الجسد.

فقال يحيي بن أكثم: و قد روي أيضا أن النبي صلي الله عليه و آله قال: ما احتبس عني الوحي قط لا ظننته قد نزل علي آل الخطاب.

فقال عليه السلام: و هذا محال أيضا لأنه لا يجوز أن يشك النبي صلي الله عليه و آله في نبوته، قال الله تعالي: «الله يصطفي من الملائكة رسلا و من الناس» [3] فكيف يمكن أن تنتقل النبوة ممن اصطفاه الله تعالي الي من أشرك به؟

قال يحيي: روي أن النبي صلي الله عليه و آله قال: لو نزل العذاب لما نجا منه الا عمر.

فقال عليه السلام: و هذا محال أيضا لأن الله تعالي يقول: «و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون» [4] فأخبر سبحانه أنه لا يعذب أحدا ما دام فيهم رسول الله صلي الله عليه و آله و ما داموا يستغفرون الله [5] .



[ صفحه 77]




پاورقي

[1] ق: 16.

[2] الأحزاب: 7.

[3] الحج: 75.

[4] الأنفال: 33.

[5] الاحتجاج 477: 2 ح 323، حليةالأبرار 437: 2، بحارالأنوار 80: 50 ح 6.